للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تنبيه: قال ولي الدين بن خلدون: لا وثوق في الحرب بالظفر وان حصلت أسبابه من العدة والعديد وإنما الظفر فيها من قبيل البخت والاتفاق انتهى. قلت: يؤيده حرب ابن مرزوق المذكور وأشباهها والله يؤيد بنصره من يشاء.

تنبيه: من أعيان العلماء المعاصرين لهؤلاء الأمراء ابن عريبة وابن بزيزة وابن البرا وابن الخباز وابن زيتون وابن الأبار وابن سعيد وابن الغماز.

[الطبقة الخامسة عشر]

تقدم أن أبا حفص عهد بإفريقية لأبي عصيدة المستنصر محمَّد بن الواثق وتمت له البيعة لما توفي أبو حفص وانشرح الناس لها وكانت أيامه مواسم وتوفي سنة ٧٠٩ هـ وبويع لأبي بكر الشهيد عبد الرحمن بن أبي بكر بن يحيى بن المنتصر بالله بن أبي زكرياء ولما بلغت هاته البيعة خالد بن أبي زكرياء بن أبي إسحاق إبراهيم وهو إذ ذاك أمير قسنطينة وغيرها خرج لتونس وخرج له أبو بكر في جنده غير أن غالب الجند مال لخالد فانهزم ثم وقع القبض عليه وقتل ولذا سمي الشهيد وكانت ولايته سبعة عشر يوماً ودخل خالد الحاضرة وتمت له البيعة ولما استوثق أمر خالد لقب الناصر لدين الله وأفتك برجال الدولة وثار عليه أخوه أبو بكر وكان خلفه والياً بقسنطينة واضطرب الحال بإفريقية ولما بلغ هذا الاضطراب لأبي يحيى زكرياء بن أحمد بن محمَّد اللحياني وهو بطرابلس عزم على تملكها وبايعه أهل طرابلس وراسله الثائر أبو بكر المذكور مظاهراً له على أمره فاشتد به عضده وقصد الحاضرة فصبحها وانحلت عرى خالد وأشهد على نفسه بالخلع وكانت ولايته سنتين وثلاثة أشهر وبويع لأبي يحيى المذكور في رجب سنة ٧١١ هـ وهادن الأمير أبا بكر ثم استعجل أمر أبي بكر وانضمت في طاعته زناتة وقصد إفريقية سنة ٧١٦ هـ فهابه أبو يحيى وكان قد أسن فأشرك رؤساء الأعراب في سلطانه ولما لم يتم له معهم أمر قبض يده على الخلافة وشرع في بيع ذخائره وجمع القناطير من الذهب والكثير من نفائس الدر والياقوت وخرج لقابس موارياً بتفقد جهاتها سنة ٧١٧ هـ ثم ارتحل لطرابلس وأخرج رجال دولته ابنه المعتقل من السجن أبا ضربة محمداً وبايعوه والأعراب في اضطراب وقصده الأمير أبو بكر المذكور سنة ٧١٨ هـ فالتفت القيروان على أبي بكر وخلعوا أبا ضربة ودخلوا تونس فملكوها وكانت ولايته تسعة أشهر وتم الأمر لأبي بكر وهو أبو بكر ابن الأمير أبي زكرياء ابن الأمير أبي إسحاق وله مع أبي ضربة وغيره حروب يطول جلبها وكان الظفر له فيها وعز سلطانه وعلا كعبه ورسخت قدمه وطالت مدته وابتهجت به حضرته وعهد بالولاية لابنه أبي العباس وفاجأه المحتوم

<<  <  ج: ص:  >  >>