والبزار ومعاجم الطبراني الثلاثة، ومنها مصابيح السنة للإمام البغوي جمع فيه ٤٤٨٤ حديثاً من الصحاح والحسان ويعني بالصحاح ما أخرجه الشيخان وبالحسان ما أخرجه أبو داود والترمذي وغيرهما، وما كان فيه من ضعيف أو غريب بينه ولا يذكر ما كان منكراً أو موضوعاً؛ وقد اعتنى بها العلماء عناية عظيمة فشرحوها شروحاً كثيرة وكملها محمَّد بن عبد الله الخطيب وذيّل أبوابها بذكر الصحابي الذي روى الحديث والكتاب الذي أخرجه، فجاء كتاباً حافلاً وسماه مشكلة المصابيح، وقد شرح المشكاة كثيرون.
الكتب الجامعة لأحاديث الأحكام: منها: بلوغ المرام من أدلة الأحكام للحافظ ابن حجر العسقلاني، وكتب أخرى نفيسة مختارة منها كتابان صغير وكبير لأحمد بن حسين البيهقي المتوفى سنة ٤٥٨ هـ قيل لم يصنف في الإِسلام مثلهما. قال ابن الصلاح: ما تم كتاب في السنة أجمع للأدلة من كتاب السنن الكبرى للبيهقي. وكأنه لم يترك في سائر أقطار الأرض حديثاً إلا وقد وضعه في كتابه، ومنها بحر الأسانيد للإمام الحافظ الحسن بن أحمد السمرقندي المتوفى سنة ٤٩١ هـ جمع فيه مائة ألف حديث ورتبة وهذّبه ولم يقع في الإِسلام مثله، ومنها الترغيب والترهيب للحافظ المنذري وهو من أحسن الكتب طريقة في جمع الحديث وبيان درجته طبع.
قلت: تقدم في ترجمة شمس الدين محمَّد بن عمار المصري أنه شرح عمدة الحكام وشرح غريبها وله التقريب في اختصار الترغيب والترهيب والغيوث الثجاجة في منتخب ابن ماجه والمنن في شرح السنن وشرح ألفية العراقي وله غير ذلك. انظره وانظر ما ذكرناه في ترجمة الخطيب ابن مرزوق.
[ترتيب كتب الحديث في الصحة]
١٨١٠ - قد بيّنّا فبما سلف درجة كل كتاب من كتب السنة الشهيرة في الصحة، وها نحن ندلي إليك بفصل جم الفائدة عظيم العائدة ينجلي لك فيه ترتيب كتب السنة من حيث الصحة لتكون على بينة من أمرها فنقول وبالله التوفيق:
قسم الجمهور الحديث الصحيح بالنظر إلى تقارب الأوصاف المقتضية للصحة إلى سبعة أقسام كل قسم منها أعلى مما بعده، فالأول ما أخرجه البخاري ومسلم وسمي بالمتفق عليه. والثاني ما انفرد به البخاري، والثالث ما انفرد به مسلم، والرابع ما كان على شرطهما مما لم يخرجه واحد منهما، والخامس ما كان على