والآداب والحساب والتاريخ في جامع الزيتونة وبه من التلامذة نحو ألفي تلميذ وقليل من العلوم الدينية بالحواضر وبعض القرى والحكومة أنشأت مكاتب بالعاصمة وجهات الإيالة لتعليم اللغة الفرنساوية ومبادىء العلوم العصرية وأما المعارف العصرية العالية فهي قليلة.
لغة الأهالي العربية الشريفة والديانة الإِسلامية وغالبهم على مذهب الإمام مالك. أشهر مدنها بنزرت وهي مرفأ أمين جداً تحميه حصون قوية والقيروان وكانت عاصمة البلاد ولم تزل موضع احترام وسكانها ما يقرب من العشرين ألف نفس. وصفاقس وهي مرسى تجارية عصرية رتبتها ثانية بالنسبة للعاصمة وسكانها بأحوازها يربون على خمسة وسبعين ألف نفس ويليها مرسى سوسة وسكانها يربون على عشرين ألف نسمة ثم المنستير والمهدية وقابس وهي موانىء على البحر المتوسط وجرسيس ومدنين وحومة السوق بجربة وقفصة وتوزر ونفطة والكاف وباجة وسوق الأربعاء وتبرسق وتستور ومجاز الباب وماطر ورأس الجبل وطبربة وزغوان ونابل وقليبية ومنزل تميم والحمامات وقرنباليا وسليمان والنفبضة والقلعة الكبرى وجمال وقصور الساف وواجم الذي به المسرح الروماني العجيب البناء والصنع. وهاته البلدان يتراوح سكانها من الخمسة آلاف نفس إلى اثني عشر. أما بلد مساكن وبلد المكيتن بالساحل فكل واحد منها سكانه نحو الخمسة عشر ألف نفس.
[الحكومة]
إيالة تونس حكومة ملوكية وراثية للأكبر سناً من العائلة المالكة وهي تحت الحماية الفرنساوية من جمادى الآخرة عام ١٢٩٩هـ ومايو سنة ١٨٨١م بمقتضى معاهدة باردو المنعقدة بين دولة الحماية ودولة الصادق باشا باي واتفاقية المرسى الإضافية المنبرمة مع دولة الحماية ودولة علي باشا باي في شعبان عام ١٣٠١ هـ وفي يونية سنة ١٨٨٣هـ وبمقتضى ذلك فإن إدارة الشؤون التونسية ترتبط بوزارة خارجية فرنسا التي ينوب عنها بالمملكة التونسية مفوض يسمى المقيم العام مولى من طرف رئيس الجمهورية الفرنساوية ويسمى وزير الخارجية للحكومة التونسية بأمر من سمو الباي.
صاحب السيادة والملك هو الملك المعظم الملقب بالباشا باي الذي له حق وراثة الملك وعند انتصابه على كرسي المملكة يحتفل به ليقر له بالملك سراة الأمة من علماء ووجهاء وغيرهم ولحكومة فرنسا حق المراقبة على أعمال سموه والإدارات التونسية وإذا رأت بعض إصلاحات أو تنقيحات تعرض ذلك على سموه