يوم حنين. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مَن آذى العباس فقد آذاني فإن عم الرجل صنو أبيه" أخرجه الترمذي. وكان أعظم الناس عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصحابة يعترفون له بالفضل ويشاورونه ويأخذون رأيه، وفي حديث أنس: إن عمر كان إذا قحطوا استسقى بالعباس. مات بالمدينة في رجب أو في رمضان سنة ٣٢ وله بضع وثمانون سنة.
[سيدنا جعفر (رضي الله عنه)]
هو أبو عبد الله جعفر بن أبي طالب وكان أكبر من شقيقه علي رضي الله عنه بعشرين سنة وهو من السابقين الأولين هاجر الهجرتين ونشر الدين بالحبشة وعلى يده كان إسلام النجاشي وقدم من الحبشة سنة سبع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعانقه وقال: ما أدري بأيهما أنا أشد فرحاً بقدوم جعفر أم بفتح خيبر، وأسهم له ولأهل السفينة من فيء الفتح المذكور كما في الصحيحين واختط له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى جنب المسجد وقال له:"أشبهت خلقي وخلقي". ثم غزا غزوة مؤتة بضم الميم وسكون الواو وبهمز وبدونه وهي بحدود الشام وكانت سنة ثمان وقتل فيها بعد أن قاتل حتى قطعت يداه معاً فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله أبدله بيديه جناحين يطير بهما في الجنة حيث شاء" فمن ثم قيل له ذو الجناحين. ولما بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - نعي جعفر أتى امرأته أسماء بنت عميس فعزاها فيه، فدخلت فاطمة تبكي وتقول: واعماه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: على مثل جعفر فلتبكِ البواكي. وجدت فيه نحو تسعين جراحة ليس فيها شيء في ظهره. وهاته الغزوة من أعجب ما سطره التاريخ للإسلام كان المسلمون ثلاثة آلاف خاضوا بحراً من جيش الروم يتجاوز مائة ألف وهي فاتحة المعارك بين الإِسلام والروم وأول نصر عليهم. في البخاري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نعى زيداً وجعفراً وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم فقال: أخذ الراية زيد فأصيب