الجزء وهي على البحر المتوسط ومن مدنها الشهيرة بنزرت وسوسة والمنستير والمهدية وصفاقس وقابس وهي على البحر المتوسط والقيروان أسسها عقبة بن نافع الفهري وجعلها قاعدة البلاد فولاية طرابلس هي الآن تحت حكم إيطاليا وولاية تونس تحت حماية دولة فرنسا.
[الكلام على قرطاجنة]
في الحلل السندسية قرطاجنة بفتح القاف وسكون الراء وبعدها طاء مهملة وألف وجيم مفتوحة ونون مشددة وهي وإن تلاشت وخربت فإنها كانت من أضخم ممالك إفريقية وأكثرها عدداً وأقواهاً عدداً وأتقنها بناءً وأغربها أقباءً وأوسعها مجالاً وأشدها قتالاً وأحكمها صناعة وأرفعها بضاعة وأطبها أرضاً وأطولها أعماراً. وأول مَن وضع هذه المدينة امرأة تسمى أنسية ديدون فنيقية وتدعى عليسة من بنات بعض الملوك وكانت زوجة ملك من كبار ملوك الروم ومات ولم يكن لها ولد وكان لها أخ وكان ملكاً أيضاً فأراد الاستيلاء على ملكه وما خلفه من الخزائن والأموال فماطلته حتى ركبت البحر بجميع ذخائرها ودخلت إفريقية وأسست قرطاجنة وعمرتها وأنشأت الدور والجنان والقصور. وفي الاستقصى قرطاجنة إحدى مدن الدنيا الشهيرة هدمها الروم قبل المسيح عليه السلام بمائة وستة وأربعين سنة ثم أسست ثانية وخربها العرب. وفي الحلل لما وقعت العداوة بين صاحب قرطاجنة وصاحب رومة الكبرى وقعت بينهم حروب ثلاث الأولى آلت إلى صلح بينهم وكانت الدائرة فيها على صاحب رومة ثم إن صاحب رومة جهز عمارة بحرية وقصد قرطاجنة وأول بلدة نزلها قليبية وكانت الدائرة على صاحب قرطاجنة وانفصلت على مال يؤدونه إلى صاحب رومة سنوياً ثم تجددت الحرب وهي الثالثة آل الأمر فيها باستيلاء صاحب رومة على قرطاجنة وأعاد لها عمرانها إلى أن فتحها الإِسلام. وقال ولي الدين بن خلدون: كانت الروم والفرنجة والقوط بالعدوة الشمالية من البحر الرومي وكان أكثر حروبهم ومتاجرهم في السفن وكانوا مهرة في ركوبه والحرب في أساطيله وبهذه الأساطيل دخل الروم لإفريقية والقوط إلى المغرب وملكوها وتغلبوا على البربر وانتزعوا من أيديهم أمرها وكان لهم بها المدن الحافلة مثل قرطاجنة وسبيطلة وجلولا ومرناق وشرشال وطنجة وكان صاحب قرطاجنة من قبلهم يحارب صاحب رومة ويبعث الأساطيل لحربه مشحونة بالعساكر والعدد وكانت هاته عادة لأهل البحر قديماً وحديثاً. اهـ.