للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[التفسير وعلم الأدب]

ولما أخذ العلماء في تفسير القرآن احتاجوا أيضاً إلى ضبط معاني ألفاظه وتفهم أساليب عبارته فجرّهم ذلك إلى البحث في أساليب العرب وأقوالهم وأشعارهم وأمثالهم وهو علم الأدب المشتمل على الفنون الأدبية والعلوم المتعلقة بالألفاظ وهي تزيد على العشرين علماً كالنحو الصرف والاشتقاق والمعاني والبيان والبديع والعروض، والفضل في تعجيل ظهورها للقرآن.

[الحديث]

واحتاجوا في تفسير القرآن أيضاً إلى تفهم الحديث لأنهم كانوا إذا أشكل عليهم فهم آية أو اختلفوا في تفسيرها أو حكم من أحكامها استعانوا بأقوال النبي - صلى الله عليه وسلم - على استيضاحها، فلما تفرّق الصحابة في الأرض تفرقت الأحاديث معهم فاشتغل جماعة من المفكرين في جمعها وتدوينها وتولد من ذلك العلوم المتعلقة بالحديث وهي التي مر بيانها بخاتمة المقصد. والتفسير نفسه لما نضج تفرع إلى علوم كثرة مذكورة في مفتاح السعادة وهي تزيد على السبعين علماً ولكل منها علماء ومصنفات ومناظرات، وكان للعلوم اللغوية ارتباط بالعلوم الشرعية، لا يستطيع الطالب إتقان الواحدة إن لم يتقن الأخرى.

[الفقه]

ولما صار الإِسلام دولة احتاج أمراؤه إلى ما يقضون به بين رعاياهم في أحوالهم الشخصية ومعاملاتهم المدنية فكان معولهم على القرآن والحديث فاستنبطوا منهما الشريعة وأحكامها وهو الفقه بفروعه المشهورة علم النظر والمناظرة والجدل والفرائض والشروط والقضاء والتشريع والفتاوى ونحوها.

[السير والتاريخ]

ولما اشتغل المسلمون في جمع القرآن وجمع الأحاديث احتاجوا إلى تحقيق الأماكن والأحوال التي كتبت بها أو قيلت فيها الأحاديث فعمدوا إلى جمع السيرة النبوية ودوّنوها واضطروا لتحقيق مسائل الحديث والفقه والنحو والأدب إلى البحث في أسانيدها والتفريق بين ضعيفها ومتينها فجرهم ذلك إلى النظر في الرواة وتراجمهم وسائر أحوالهم وقسموا كل فن إلى طبقات، فتألف من ذلك تراجم

<<  <  ج: ص:  >  >>