للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السبق بصحبته - صلى الله عليه وسلم - قال ابن حجر الهيتمي في شرح الهمزية أفضلية الصحابة لا يعادلها عمل انظره عند قوله:

ليته خصني برؤية وجهٍ ... زال عن كل من رآه الشقاء

وفي الاعتصام أن أصحابه - صلى الله عليه وسلم - كانوا مقتدين به مهتدين بهديه وقد جاء مدحهم في القرآن العظيم وأثنى على متبوعهم - صلى الله عليه وسلم - الذي كان خلقه القرآن العظيم فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤)} [القلم: ٤] القرآن إنما هو المتبوع في الحقيقة وجاءت السنة مبينة له فالمتبع للسنة متبع للقرآن، والصحابة كانوا أولى الناس بذلك فكل من اقتدى بهم فهو من الفرقة الناجية الداخلة للجنة بفضل الله وهو معنى قوله عليه الصلاة والسلام: "ما أنا عليه وأصحابي" فالكتاب والسنة هو الطريق المستقيم وما سواهما من الإجماع وغيره فناشىء عنهما هذا هو الوصف الذي كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وهو معنى ما جاء في الرواية الأخرى من قوله "وهي الجماعة" لأن الجماعة في وقت الأخبار كانوا على ذلك الوصف إلا أن في لفظ الجماعة معنى ستراه بعد إن شاء الله. وفي الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لا يجمع أمتي على ضلالة ويد الله مع الجماعة ومَن شذّ شذّ إلى النار" وأخرج أبو داود عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإِسلام من عنقه" وعن عرجفة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "سيكون في أمتي هنات وهنات، فمَن أراد أن يفرق أمر المسلمين وهم جمع فاضربوه بالسيف كائناً من كان" واختلف الناس في معنى الجماعة المرادة في هذه الأحاديث على خمسة أقوال:

الأول: إنها السواد الأعظم من أهل الإِسلام وهو الذي يدل عليه كلام أبي غالب أن السواد الأعظم هم الناجون من الفرق بما كانوا عليه من أمر دينهم فهو الحق ومن خالفهم مات موتة جاهلية سواء خالفهم في شيء من الشريعة أو في

<<  <  ج: ص:  >  >>