٤٤٧ - القاضي أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي: الشيخ الإِمام قاضي الأئمة وشيخ الإِسلام وقدوة العلماء الأعلام عمدة أرباب المحابر والأقلام والفضائل التي أشغلت رسومها فلم تحتج إلى أعمال أعلام الشائع الصيت في كل قطر ومصر، سارت مآثره مسير الشمس والقمر، المتبحر في العلوم، حامل لواء المنثور والمنظوم مع يقظة وفهم، شهرته تغني عن التعريف به، وخصصت ترجمته بالتأليف، منها أزهار الرياض. أخذ عن جلة كأبي الحسن سراج والقاضي أبي عبد الله بن عيسى وأبي الحسن شريح بن محمد المتوفى سنة ٥٣٩ هـ وابن رشد وابن الحاج وابن المعذل وأبوي علي الصدفي والجياني وأجازه وأبي عبد الله بن عتاب وابن رصيص وابن حمدين وعبد الرحمن بن العجوز وأجازه أبو بكر الطرطوشي والإمام المازري وابن العربي وابن بقي ومحمد بن مكحول وأبو الطاهر السلفي والحسن بن طريف وخلف بن إبراهيم النحاس ومحمد بن أحمد القرطبي وعبد الله الخشني وعبد الله البطليوسي. اجتمع له من الشيوخ بين من سمع منه وأجاز له نحو مائة شيخ، ألّف فيهم فهرسة سماها الغنية، وعنه جماعة منهم ابنه محمد وابن غازي وابن زرقون وابن مضاء وأبو القاسم بن ملجوم وأبو عبد الله التادلي والقاضي أبو عبد الرحمن القصير والقاضي أبو عبد الله بن عطية. ألّف التآليف المفيدة البديعة، منها إكمال المعلم في شرح مسلم والشفا في التعريف بحقوق المصطفى أبدع فيه كل الإبداع وحمله الناس عنه وطارت نسخه شرقاً وغرباً، ومشارق الأنوار تفسير غريب الموطأ والبخاري ومسلم وضبط الألفاظ وهو كتاب لو كتب بالذهب ووزن بالجوهر لكان قليلاً في حقه وكتاب التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة جمع فيه من غريب ضبط الألفاظ وتحرير المسائل فوق ما يوصف وترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك وكتاب الأعلام بحدود قواعد الإِسلام وكتاب الإلماع في ضبط الرواية وتقييد السماع والعيون الستة في أخبار سبتة وغنية الكاتب وبغية الطالب في الرسائل وكتاب الرائد لما تضمنه حديث أم زرع من الفوائد. وله شعر جيد وديوان خطب رائق. مولده في شعبان سنة ٤٧٦ هـ وتوفي بمراكش في جمادى الآخرة سنة ٥٤٤ هـ[١١٤٩ م].