المازري وكانت الرواية أغلب عليه من الدراية درس الفقه والأصول وعلم الكلام وكان يفزع إليه في الطب كما يفزع إليه في الفتوى في الفقه، سمع منه أبو محمَّد بن حوط الله وسهل بن مالك وابنه القاضي أحمد المتوفى سنة ٦٢٢ هـ وأبو الربيع بن سالم وأبو بكر بن جهور وأبو القاسم بن الطيلسان، كانت له وجاهة عظيمة عند الملوك لم يصرفها في ترفيع حال وإنما صرفها في مصالح بلده خاصة ومنافع أهل الأندلس عامة، ثم امتحن بالنفي وإحراق كتبه القيَّمة آخر أيام يعقوب المنصور حين وشوا به إليه ونسبوا إليه أموراً دينية وسياسية ثم عفا عنه ولم يعش بعد العفو إلا سنة، له تآليف تنوف عن الستين منها: بداية المجتهد أجاد فيه وأفاد، وكتابه الكليات في الطب جليل ترجم وطبع في بلاد أوروبا واختصر المستصفى في الأصول. مولده سنة ٥٢٠ هـ وتوفي سنة ٥٩٥ هـ[١١٩٨م].
٤٧٦ - أبو الحسن علي بن محمَّد بن هذيل البلنسي: الإِمام المحدث الفاضل الزاهد العالم العامل المنقطع القرين في الورع مع الدين المتين. انتهت إليه الرئاسة في صناعة الإقراء عامة عمره لعلو روايته وإمامته وإتقانه، لازم أبا داود سليمان بن الحاج نحواً من العشرين سنة وأخذ عنه القراءات وكان زوج أمه وهو أثبت الناس فيه، وسمع البخاري من أبي عبد الله بن الدكالي، ومن أبي عبد الله بن يعيش مختصر الطليطلي في الفقه، وسمع صحيح مسلم من أبي الحسن طارق بن يعيش ومن ابن سعادة وأبي علي الصدفي وغيرهم، حدث عنه جلة لا يحصون ورحل إليه الناس وأخذوا عنه لعلو سنده ولازم السماع نحواً من ستين عاماً، له فهرسة، مولده سنة ٤٧٠ هـ وتوفي سنة ٥٦٤ هـ[١١٦٨م] وحضر السلطان جنازته وتزاحم الناس على نعشه ورثاه أبو محمَّد بن واجب وغيره.
٤٧٧ - ابنه أبو بكر محمَّد بن علي بن هذيل البلنسي: الفقيه العالم العامل الإِمام الكامل مع الغاية في الصلاح والورع. سمع أباه وطارق بن يعيش وأبا الحسن بن النعمة وغيرهم رحل حاجاً فسمع في طريقه من أبي طاهر السلفي، وعنه أخذ جماعة منهم أبو عمر بن عياد وابناه محمَّد وأحمد وأبو الربيع بن سالم وأبو بكر بن محرز وغيرهم، مولده سنة ٥١٩ هـ وتوفي سنة ٥٨٨ هـ[١١٩٢م].
٤٧٨ - أبو بكر مفوز بن طاهر بن حيدرة بن مفوز المعافري الشاطبي: قاضيها