للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واخاه في بجاية وأقر له بالسبق في طريق الحق وكان إذا دخل على سيدنا أبي مدين يجد في نفسه حالة سنية لم يكن يجدها قبل حضوره مجلسه ويقول عند ذلك: هذا وارث علم الحقيقة اهـ روى صاحب الترجمة عن أبي الحسن شريح وأبي الحكم بن برجان وأبي حفص عمر بن أيوب وأبي الحسن طارق وطارق بن عطية وغيرهم وكتب إليه محدث الشام أبو القاسم ابن عساكر وغيره ونزل بجاية ونشر بها علمه وأخذ عنه جلة وصنف التصانيف الجليلة منها الأحكام الكبرى والأحكام الصغرى في الحديث والعاقبة في علم التذكير وكتاب التهجد واختصار اقتباس الأنوار للرشاطي وهو أحسن من الأصل وله الجمع بين الصحيحين والجمع بين المصنفات الستة وكتاب المعتل في الحديث وكتاب في الرقائق وكتاب في اللغة حافل ظاهر به كتاب الهروي وديوان شعر في الزهد وأمور الآخرة، مولده سنة ٥١٠ هـ وتوفي ببجاية سنة ٥٨١ هـ.

٥١٢ - أبو زيد عبد الرحمن ابن الخطيب عبد الله السهيلي الخثعمي المالقي: الفقيه الأديب الحافظ الإِمام العالم الجليل القدر المقرىء المتصرف في فنون من العلم وضروب المعارف البعيد الصيت أخذ القراءات عن سليمان بن يحيى وسمع ابن العربي ولازمه وابن الطراوة وابن عربي الحاتمي وغيرهما أخذ عنه الناس وانتفعوا به منهم أبو محمَّد عبد الله بن حوط الله، له شعر كثير وتصانيف ممتعة منها الروض الأنف في شرح سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لابن إسحاق دل على سعة حفظه ونباهة علمه استخرجه من نيف على المائة وعشرين ديواناً وله التعريف والأعلام فيما أبهم من القرآن من الأسماء والأعلام ونتائج الفكر وكتاب شرح آية الوصية في الفرائض كتاب بديع وكتاب في رؤيا الله عزّ وجل والنبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم وله رسائل مستظرفة في فنون من العلم وغير ذلك من أوضاعه الغريبة، قال ابن دحية: أنشدني من كلامه الأبيات المشهورة المجربة الإجابة في الدعاء التي أولها:

يا من يرى ما في الضمير ويسمع ... أنت المعدُّ لكل ما يتوقع

كف بصره وهو ابن سبعة عشر عاماً. مولده سنة ٥٠٨ هـ بمالقة وتوفي سنة ٥٨١ هـ[١١٨٥م] بمراكش.

<<  <  ج: ص:  >  >>