سهل الخشني وغيرهم، حدث عنه جماعة منهم أبو الحسن العزفي وأبو بكر بن محرز وتوفي في بضع وستين وخمسمائة.
٥٤٤ - ولي الله أبو مدين شعيب بن حسن الأندلسي البجائي: شيخ المشايخ وسيد العارفين وقدوة السالكين شيخ الطريقة جمع الله له علم الشريعة والحقيقة كان من الفضلاء وأعلام العلماء ومن حفاظ الحديث خصوصاً الترمذي وكان يقوم عليه وكانت ترد إليه الفتاوى في مذهب مالك فيجيب عنها في الوقت مناقبه شهيرة وكراماته كثيرة أخذ عن الحافظين أبي الحسن بن حرزهم وأبي الحسن بن غالب والشيخ أبي يعزى يلنور المتوفى سنة ٥٧٢ هـ[١١٧٦ م]، المولود سنة ٤٣٨ هـ رحل للمشرق فأخذ عن العلماء واستفاد من الزهاد والأولياء وتعرف في عرفة بالقطب الرباني.
٥٤٥ - أبي صالح الشيخ عبد القادر الكيلاني: المتوفى سنة ٥٦٠ هـ[١١٦٤ م]، ببغداد فقرأ عليه بالحرم الشريف كثيراً من الحديث وألبسه الخرقة وأودعه كثيراً من أسراره وحلاه بملابس أنواره ثم رجع إلى بجاية واشتهر بها أمره وقصد بالزيارة من جميع الأقطار وتخرج عليه أكثر من ألف شيخ منهم محيي الدين محمَّد بن عربي المشار إليه في ترجمة عبد الحق الإشبيلي والشيخ أبو محمَّد صالح بن عبد الخالق التونسي وأبو يوسف الدهماني القيرواني والشيخ طاهر المزوغي السافي وأبو عبد الله محمَّد الدباغ والد مؤلف معالم الإيمان له مجلس حافل للغاية تمر به الطيور وهو يعلم فتقف تسمع وربما مات بعضها وكثيراً ما يموت بمجلسه أهل الحب وله نظم جيد من ذلك القصيدة التي أولها:
بكت السحاب فأضحكت لبكائها ... زهر الرياض وفاضت الأنهار
ترجمته واسعة أفردت بالتأليف وكانت إقامته ببجاية وأمر بإشخاصه إلى مراكش ومات وهو متوجه إليها ودفن بتلمسان سنة ٥٩٤ هـ[١١٩٧م]، عن نحو ٨٥ سنة