من أكابر أعلام طريقة الإرادة وأئمة مشايخها، سمع الفقه من أبي زكرياء بن عوانة ولازمه وانتفع به والحديث عن أبي عبد الله محمَّد بن حوط الله وغيرهما ولقي أبا مدين الغوث وأخذ عنه ورحل للمشرق ولقي أبا عبد الله القرشي وأخذ عنه وصحب أبا عبد الله البكري وانتفع به وعنه أخذ من لا يعد كثرة وانتفعوا به منهم عبد السلام المسراتي له فضائل جمة، توفي بالقيروان سنة ٦٢١ هـ[١٢٢٤م] وعمره ٧٢ عاماً. وفي رجب من هاته السنة توفي صاحبه ورفيقه في الأخذ عن أبي مدين.
٥٦٧ - الشيخ الصالح المشهور علماً وعملاً أبو محمَّد عبد العزيز (٨) المهدوي: وكان بين صاحب الترجمة وبين أبي علي النفطي الولي المشهور إخاء ومكاتبات تدل على فضل ولما توفي تأسف أبو يوسف عليه وكان أبو يوسف كثيراً ما يرابط بقصر الرباط بسفاقس وبقصر المنستير وله بها مسجد منسوب إليه؛ ترجمته أفردها بالتأليف أبو محمَّد بن الدباغ في حدود سنة ٦٤٧ هـ وفي كتاب التشوف إلى رجال التصوف أن:
٥٦٨ - أبا علي الحسن النفطي: المذكور توفي في أعوام ٦١٠ هـ[١٢١٣ م] وأنه كان من أهل المعرفة والإقبال على الله تعالى كبير الشأن جليل القدر.
٥٦٩ - القاضي أبو محمَّد عبد الحق بن عبد الله بن عبد الحق المهدوي: من أحفاد الإِمام المازري تقدم ذكر والده الإِمام الفقيه الحافظ النظار البصير بالأحكام المصيب في الحق المهيب المعظم، أخذ عن والده وغيره، تولى قضاء غرناطة ثم إشبيلية ثم مراكش له كتاب يرد فيه على ابن حزم دل على حفظه وعلمه. توفي بمراكش سنة ٦٣١ هـ[١٢٣٣م].
٥٧٠ - أبو العباس أحمد بن علي بن محمَّد بن الحسن القيسي الأفريقي ثم المصري: المعروف بابن القسطلاني نسبة إلى قسطيلة بلد بإفريقية كان من أعيان علماء المالكية بالديار المصرية الإِمام الفقيه الزاهد العديم النظير في وقته، قرأ على أبي منصور المالكي وخاله القاضي الربعي الحسن بن أبي بكر القسطلاني وصحب الشيخ الزاهد أبا عبد الله القرشي واختص بخدمته ودون كلامه وانتفع بصحبته،