١١٤٥ - أبو الغيث: المعروف بالقشاش التونسي الأستاذ الرحلة العالم الكبير القدر الشهير الذكر الكثير الكرامات الظاهرة وآيات الله الباهرة ساح في ابتداء حاله وتطور في أحواله وأخذ عن علماء عصره العلوم المتداولة حتى مهر في علم التفسير والحديث والأصول وأحاط بها وكان في رجب وشعبان ورمضان يعقد مجلساً لقراءة التفسير والبخاري، وكان يميل إلى تحصيل نسخ متعددة من البخاري وجمع من نظائر الكتب ما لا يعد كثرة، ومن جملة ما وجد بخزائن كتبه نحو ألف نسخة من البخاري وقس على ذلك الباقي ومآثره الحسنة وأحواله العجيبة مما لا يحيط به وصف واصف ولا مدح مادح واتفقت الكلمة على علو شأنه وسمو قدره وفيه يقول شيخ الإسلام يحيى بن زكرياء حين ورد أحد خلفائه إلى الروم وطلب منه تقريظ إجازة أجازه بها الشيخ قدس الله سره:
أبوالغيث غيث المستغيثين كلهم ... بهمته نال الورى فك أسرهم
فهمته العلياء غيث به ارتوى ... رياض أمان اللائذين بأسرهم
أخذ عنه من لا يعد كثرة منهم تاج العارفين البكري وصاهره في ابنته والشيخ الصالح الشهير الذكر والكرامات عامر المزوغي الذي زاويته بالقرب من بلد الساحلين من عمل سوسة توفي المترجم بتونس سنة ١٠٣١ هـ[١٦٢١م]، وعمره ما جاوز الخمسين. وذكر بعض الفضلاء أن قبره بالحجامين في حمام يعرف بسيدي أبي الغيث أثنى عليه كثيراً في خلاصة الأثر وقال في ترجمة أبي عبد الله محمد الطرابلسي الحنفي من تأليفه جمع مناقب أبي الغيث المذكور.
١١٤٦ - أبو يحيى بن قاسم الرصاع التونسي: من بيت علم وجلالة وفضل وعدالة ووالده كان وزيراً للأمير حميدة الحفصي وأعطاه بنتيه لولديه أبي يحيى هذا وأبي الفضل مات شهيداً بغزوة حلق الوادي الفقيه العلامة المفسر المفتي الفهّامة الخطيب بجامع الزيتونة بعد أن استقال من الفتيا ولازم القيام بها أحسن قيام ولما مرض قيل له هل يصلح ابنك للإمامة؟ فقال: لا فالشيخ محمد براو فقال: يصلح إلا أن أهل تونس يأنفون ممن ليس منهم فالشيخ محمد الغماد فقال جوهرة عليها الران فالشيخ محمد تاج العارفين فقال جوهرة ما مستها يدان. أخذ عن الشيخ محمد الأندلسي وغيره وعنه تاج العارفين المذكور، توفي في ذي الحجة سنة ١٠٣٣ هـ[١٦٢٣م].