١٠٤٩هـ خرج لزيارة النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو أمير الركب ومات بالينبع وقبره معروف هناك وبعده وقع تأخير أخويه علي ومحمد على الفتيا وتولى مكانهما أبو الفضل المذكور والشيخ أحمد الرصاع وسافرا إلى الحج ثم للديار الرومية وعرضا شكاية على الأعتاب السلطانية ولقيا من جلالته القبول وصدرت الأوامر وفق مرادهما، فأما محمد فأقام هناك سنين ثم في سنة ١٠٤٧هـ قلد قضاء القدس وتوفي هناك بأثر ذلك وأما علي فرجع لتونس فاستقل بالفتيا من غير منازع بعد عزل الرصاع والمسراتي. أخذ عنه أعلام منهم محمد الحجيج وتوفي وهو يتولاها سنة ١٠٨٤هـ[١٩٧٣م].
١٢٠٠ - أبو القاسم بن جمال الدين محمد بن خلف المسراتي، القيرواني: الشيخ الجليل العلم الأصيل الإِمام الحامل راية العلوم باليمين مع صلاح مكين وعفاف ودين متين. أخذ عن أبي العباس المقري وأجاز له جميع مؤلفاته وروايته وأجاز له النور الأجهوري والشيخ الدشطوطي البكري وغيرهم. وعنه أخذ الشيخ عيسى الثعالبي وغيره، وحج مرات. مات بمصر في صفر سنة ١٠٦٥هـ[١٦٥٤م].
١٢٠١ - أبو بكر ابن الشيخ تاج العارفين البكري التونسي: عالمها وإمامها وخطيبها بجامعها الأعظم كان من رجال العلم والدين الحامل رايته باليمين خاتمة العلماء العاملين وأمه ابنة أبي الغيث القشاش ومن بيتها انجر غالب أوقاف البكريين مع دنيا عريضة. أخذ عن والده وانتفع به وأقام منار العلم على منواله وظهرت عليه مكاشفات وأسرار لم تكن لأمثاله. جلس لإقراء البخاري دراية بجامع الزيتونة وعمره سبعة عشر عاماً وحضر درسه جميع علماء عصره منهم محمد الحجيج ولم يكن بالديار التونسية من حين احتلتها العساكر التركية من تعاطي الدراية غيره، ووالده كان له مجلس من أجلّ المجالس في رجب وشعبان ورمضان إلى يوم الختم وهو السادس والعشرون منه، ولما توفي تغيرت تلك القواعد وصارت رواية لا غير تبركاً، وكان خليفته في الإمامة والخطابة شيخ القراء وعمدة المدرسين أبو الفضل العامري ثم أخوه شيخ القراء حسن العامري، توفي صاحب الترجمة سنة ١٠٧٢هـ[١٦٦١م].
١٢٠٢ - أبو الفضل المسراتي التونسي: مفتيها وعالمها الشيخ الإِمام علم الأعلام الفقيه الفاضل العارف بالأحكام والنوازل من بيت قديم معروف بالفضل والعلم وجده الشيخ محمد بن عمر المسراتي كان إماماً بجامع الزيتونة وهو الذي