العامل الكثير الفضائل والفواضل وله عقب طاهر فاخر ورثوا المجد كابراً عن كابر بيتهم بتونس معمور ولواء مجدهم على كامل الدهر منشور إلى هذا العهد يأتي ذكر بعضهم أصل هذا الفرع النبوي من الهند ومنه كان مقدم جدهم لتونس ولذا يقال لهم بنو الشريف الهندي. أخذ عن أعلام كالشيخ أبي محمد ساسي بن محمد نوينة الأنصاري الأندلسي والشيخ أبي القاسم بن جمال الدين القيرواني، له الإسناد العالي، رحل للديار المصرية والحجازية مرات وهو في أحدها أمين الركب التونسي وإمامه ودخل الآستانة وأقرأ الحديث هناك ولقي أعلاماً وأخذ عنهم وأجيز وأجاز وأفاد واستفاد منهم الشيخ الشبراوي وهو عن الشيخ سالم السنهوري بسنده كان من المحافظين على رواية السند، وتخرج به جلة وانتفعوا به منهم سعيد الشريف وسعيد المحجوز ومحمد ابن الشيخ وأبو عبد الله بن دينار مؤلف المؤنس وعبد العزيز الفراتي، له فهرسة، وله أبناء من زوجه ابنة الشيخ أبي الفضل المصراتي منهم محسن ومحمد ولم يزل أبناء هذين الابنين يتقلبون في فضل دعائه وبركته، بيدهم نقابة الإشراف مستمرة إلى هذا العهد، توفي سنة ١٠٩٢ هـ[١٦٨١م]، وكانت جنازته مشهودة.
١٢٠٧ - الشيخ ساسي: الإِمام المقري بجامع الزيتونة الفقيه العالم بالسبع والعشر. أخذ عن الشيخ سلطان المزاحي المصري وغيره. وعنه الشيخ أبو إسحاق الجمل وغيره، توفي قريباً من مائة وألف [١٦٨٨م].
١٢٠٨ - أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم الرعيني القيرواني: الشهير بابن دينار الأديب الألمعي الفاضل الكاتب البليغ الكامل الأريب الماهر المؤرخ الشاعر قال آخر تاريخه المؤنس الذي فرغ منه في شعبان سنة ١٠٩٢ هـ أنه عاين أعلاماً فضلاء وأئمة نبهاء وعاصرهم وأخذ عن بعضهم منهم الشيخ أحمد الشريف الأكبر وأبو عبد الله محمد فتاته وولداه أحمد وإبراهيم وأبو عبد الله الغماد وأبو الحسن الغماد وأبو العباس أحمد المهدوي والشيخ سعيد الشريف وعبد القادر الجبالي ومحمد قويسم وأبو القاسم الغماري وغيرهم من السادات المالكية والحنفية، كان حياً قرب سنة ١١١٠هـ[١٦٩٨م].