كان من العلماء العاملين مشهوراً بالصلاح والتمسك بعرى الدين وله كرامات كثيرة لا حاجة لذكرها. أخذ عن الشيخ أبي الحسن النوري لازمه وانتفع به وأجازه وأثنى عليه وأطال في ذلك. رحل لمصر واجتمع بأعلام وأخذ عنهم، منهم الشبرخيتي والخرشي، وحج ثم رجع لبلده المكنين بعلم جم مع ركب كان به الشيخ اليوسي صاحبه وانتفع به ولما بلغ المكنين أسس بها مدرسة وتصدى للتدريس بها وانتفع به جماعة منهم ابناه أحمد وحسين وكانا من أفاضل العلماء قاما مقامه في التدريس بعد وفاته وله تصانيف منها منظومة سماها عقيدة التوحيد شرحها الأستاذ عبد العزيز الفراتي وطالعتها:
يقول راجي الله جلت قدرته ... أحمد المكني تلك شهرته
الحمد لله العظيم الباري ... الواحد المهيمن الغفار
توفي منتصف رمضان سنة ١١٢٢هـ ودفن بمدرسته وقبره متبرك به يزار.
١٢٧٤ - أبو عبد الله محمد ابن الخطيب: الإمام أبي القاسم الغماري العلامة الفاضل الفقيه النحوي الإمام الكامل. أخذ عن أعلام وقته وكان شيخ الفتح ولم تجد بتونس من طلاب العلم من لم يكن جثا على ركبتيه بين يديه واستفاد منه، منهم الشيخ محمد زيتونة. توفي في شوال سنة ١١١٩هـ[١٧٠٧ م].
١٢٧٥ - أبو عثمان سعيد بن ابراهيم المحجوز: العلامة الفاضل الخطيب الفقيه المحدّث الكامل. قرأ على أعلام بتونس وأجازوه وله سند عال في الكتب الستة. أخذ عنه الشيخ محمد زيتونة وغيره. له شرح على الموطأ لم يكمل. توفي سنة ١١١٩هـ[١٧٠٧م].
١٢٧٦ - أبو عبد الله محمد: المعروف بابن الشيخ الإمام العالم العلامة المحقق المفسر الفهّامة المتمكن من العلوم العقلية والنقلية. تعاطى الفتيا نحو خمس وعشرين سنة. أخذ عن أعلام وأجازوه وله في ذلك سند عال وعنه أخذ ابن دينار مؤلف المؤنس والشيخ زيتونة وغيرهما. توفي سنة ١١٢١هـ[١٧٠٩م].
١٢٧٧ - أبو محمد عبد القادر الجبالي بن خالد العيسي: الإمام المحقق العلامة المتفنن في العلوم الفهّامة. أخذ عن أبي الحسن الغماد ومَن في طبقته وأجازوه وأثنوا عليه، وعنه أخذ خلق منهم سعيد الشريف ومحمد الزوالي القيرواني