وعنه أخذ من لا يعد كثرة منهم قريبه محمد بن عبد السلام بن محمد بن عبد السلام بن العربي الفاسي وزين العابدين العراقي وعبد الكريم اليازغي وأبو زيد عبد الرحمن الخياط والعربي بن علي القسنطيني ومحمد بن طاهر الهواري وعبد القادر بن أحمد شقرون ومحمد بن الصادق ريسون ومحمد بن الطاهر المير السلاوي ومحمد بن عبد السلام الناصري وسليمان بن محمد الحوات والطيب بن كيران وأضرابهم. ألّف تآليف مفيدة بارعة منها شرح التحفة في سفرين سماه غاية الأحكام في شرح تحفة الحكام وتحفة الحذاق شرح لامية الزقاق وحاشية على مغني ابن هشام وحاشية على كبرى السنوسي وحاشية على مختصره المنطقي وجزء في حكم المد الطبيعي ونهاية التحقيق في مسألة تعليق التعليق في الطلاق وإحراز الفضل في الفرق بين الخاصة والفصل وهو كالحاشية على القول الفصل في الفرق بين الخاصة والفصل للشيخ اليوسي ومنة الوهاب في نصرة الشهاب وضعه لتصحيح ما قرره الشهاب القرافي في الفروق في مسألة تخصيص نية الحالف والرد على ابن الشاط ولواء النصر في الرد على أبناء العصر رد فيه قول من أفتى بجواز بيع الأحباس المؤبدة لضرورة المسغبة وشرح قصيدة ابن فرح الإشبيلي في المصطلح وغير ذلك. وبالجملة فإن فضائله جمة وكان لا يذكر تاريخ ولادته اقتداء بالسلف الصالح كمالك والشافعي. توفي في رجب سنة ١١٨٨ هـ[١٧٧٤ م] وهو ابن ثلاثي وستين سنة.
١٤٣٧ - الحسين بن محمد السعيد الشريف الورتيلاتي: نسبة لبني ورتيلات قبيلة قرب بجاية العلامة المحقق المؤلف المدقق الصوفي الزكي الفاضل العارف بالله الواصل الولي الصالح القدوة الناصح من بيت مشهور بالعلم والفضل. أخذ عن والده وشيوخ وطنه وكان كثير الكرامات صادق اللهجة مستقيم الحجة، قصد بيت الله الحرام وحجه ثلاث مرت الأولى سنة ١١٥٣ هـ والثانية سنة ١١٦٦ هـ والثالثة سنة ١١٧٩ هـ واجتمع بأعلام وأفاد واستفاد وأخذ العلوم عن أسود أسياد، فمن المالكية الشيخ الصباغ والشيخ الهاشمي المغربي والشيخ خليل المغربي والشيخ البليدي والشيخ العمروسي شارح خليل والشيخ علي الصعيدي والشيخ الفيومي والشيخ العفيفي والشيخ سالم النفراوي ومن الشافعية الشيخ محمد الحفني والشيخ الجوهري والشيخ الملوي شارح السلم والسمرقندية وأجازوه وأخذ بتونس عن الشيخ محمد بن عبد العزيز والد الشيخ حمودة بن عبد العزيز والشيخ عبد الله السوسي المغربي