للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الهمام كان آية في تحصيل العلوم وله خبرة بجوامع المنطوق والمفهوم. أخذ عن والده وهو عن الشيخ عبد الرحمن الكفيف وهو عن جد صاحب الترجمة أحمد الشريف الأكبر بسنده. وعنه جماعة منهم ولداه حسن ومحمد والشيخ صالح الكواش. توفي سنة ١٢٠٦ هـ[١٧٩١ م].

١٤٦٦ - أبو الفلاح صلاح بن حسين الكواش التونسي: الفقيه الإمام شيخ الشيوخ وعمدة أهل التحقيق والرسوخ نادرة الدهر في الحفظ وثقوب الفكر الأستاذ العالم الذي لا تأخذه في الله لومة لائم. أخذ عن الشيخ الغرياني والشيخ عبد الكبير الشريف والشيخ حمودة الريكلي والشيخ قاسم المحجوب والشيخ محمد المنصوري شارح مختصر خليل في أربعة عشر جزءاً والشيخ عبد الله الغدامسي واجتمع في طرابلس بالشيخ التاودي وختم عليه الشفا. وعنه أخذ الشيخ إسماعيل التميمي والشيخ إبراهيم الرياحي وأحمد زروق الكافي وأخوه السنوسي والشيخ حسن الهدة السوسي وأجازه بما في ثبته وملخصه قد أجزته بما يؤثر عني روايته كالكتب الستة وموطأ الإمام مالك والشفا وجامعي السيوطي حسبما أخذت قراءته للبعض وإجازة في البعض عن عدة من العلماء كالشيخ حمودة الريكلي، وهو عن أعلام منهم أبو عبد الله الصفار وهو عن الشيخ عبد الباقي الزرقاني عن النور الأجهوري بسنده والشيخ المنصوري المذكور وهو عن الهستوكي عن الشيخ اليوسي وأسانيده معروفة، وأخذ أيضاً ما ذكر عن جلة مشارقة ومغاربة في مدة الاغتراب مما يطول جلبه اهـ وخرج من الحاضرة خفية فراراً من سطوة علي باشا باي لأنه توسم فيه الميل لأبناء عمه فتوجه لطرابلس ومنها لأزمير ومنها للآستانة ونال بها حظوة وشهرة فوق ما يذكر ونزل بدار شيخ الإِسلام وطلب منه شرح الصلاة المشيشية فشرحها شرحاً عجيباً ورام الإقامة هناك، ثم كاتبه محمد باي بن حسين باي طالباً منه القدوم إلى تونس فقدمها ونال إقبالاً ثم اتهمه الباشا علي باي بمقال سوء في جانبه فنفاه إلى منزل تميم وبقي هناك شهراً ثم سرحه وأتي به معظماً مبجلاً وتلقاه بالمسرة والمبرة وأجلسه حذوه وفي سنة ١١٧٥ هـ قدم لمشيخة المدرسة المنتصرية عقب وفاة قاضي الحاضرة الشيخ المزاح الأندلسي كان يقول الشعر ويجيده بعضه مذكور في التاريخ الباشي، مولده سنة ١١٣٧ هـ وتوفي في شوال سنة ١٢١٨ هـ[١٨٠٣ م] ورثاه جماعة منهم تلميذه أحمد زروق الكافي بقصيدة مشيراً فيها لتاريخ وفاته بقوله: يموت العلم إن مات صالح.

<<  <  ج: ص:  >  >>