السنة ورجع للقضاء الشيخ حسن زعفران المتقدم الذكر. ولما توفي هذا الشيخ سنة ١٢٣٤ هـ[١٨١٨ م] تولى عوضه صاحب الترجمة ولما بلغه ظهير الولاية قصد مكتباً قريباً من دار سكناه وطلب من التلامذة قراءة الفاتحة والدعاء بأن لا يحكم بين خصمين ثم دخل داره ولم يخرج إلى أن توفي في اليوم الثالث وتولى عوضه الشيخ علي الشريف ثم الشيخ إسماعيل ابن صاحب الترجمة في المحرم سنة ١٢٤٧ هـ ثم أخر وتولى عوضه الشيخ مسعود المجذوب المكني.
١٤٨٢ - أبو العباس أحمد بن سليمان: من زاولة السقالبة بدخلة المعاوين الشيخ العالم العامل الولي العارف بالله الكامل، أخذ عن الشيخ الكواش والشيخ الغرياني وغيرهما، وعنه الشيخ إسماعيل التميمي وانتفع به كان معتقد الخاصة والعامة. توفي سنة ١٢٣٧ هـ[١٨٢١ م].
١٤٨٣ - أبو العباس أحمد بوخريص: أصل هذا الفاضل من جبل وسلات ساقته المقادير إلى تونس الإمام العلامة المتبحر في العلوم الفهّامة كان آية في الحفظ وسعة الاطلاع مع ذكاء وفضل، أخذ عن الشيخ الكواش والشيخ الشحمي وغيرهما وعنه أبناؤه مصطفى والطاهر وحسن وأحمد كانوا من الفقهاء الأفاضل ماتوا في طاعون سنة ١٢٣٤ هـ والشيخ الطاهر بن مسعود والشيخ ابن ملوكة والشيخ إبراهيم الرياحي وغيرهم وتقلب في الخطط العلمية الإمامة والخطابة وزان المحراب والمنبر وتولى القضاء سنة ١٢٢٠ هـ بعد تمنع وقام لله بما يجب في حقوق عباده بتقواه وجده واجتهاده وبعد أشهر سلم في الخطة وأقبل على ما مال إليه من إفادة العلوم وأراحه الله من إساءة الخصوم. توفي سنة ١٢٤٠ هـ[١٨٢٤ م] ورثاه جماعة منهم الشيخ إبراهيم الرياحي بقصيدة وبيت التاريخ:
فحقيق قولي متى قلت أرخ ... كسفت بعده بدور علوم
١٤٨٤ - أبو عبد الله البشير بن عبد الرحمن السعدي الونيسي: نسبه متصل بالشيخ عبد السلام بن مشيش الشيخ السالك الولي الكامل العارف بالله الواصل الكثير الكرامات المجاب الدعوة المعتقد عند الخاصة والعامة شيخ الطريقة الشاذلية. أخذ المعارف الربانية على أئمة هذا الشأن ولأهل زواوة وهي قبيلة من أعظم قبائل البربر وجبلهم بالجزائر معروف اعتقاد راسخ وزواياه بتونس هي مناخ رحالهم ومحط أثقالهم. توفي في شوال سنة ١٢٤٢ هـ[١٨٢٦ م] وتولى غسله والصلاة عليه القاضي