وحسن الأدب وتهذيب الأخلاق وصفاء السريرة والمحافظة على السنة ونوافل الخيرات. أقبل عليه العالمون والجاهلون وله في العلوم العقلية والنقلية مجال من غير كبير سعي ولا تفرغ لطلب وله المدارك الدقيقة والمباحث الرقيقة. وبالجملة فهو إمام عصره، له من التآليف شمس التحقيق وعروة أهل التوفيق وأرجوزة في التصوف والتوحيد شرحها أحد تلامذته بشرح حافل وتشطير البردة وغير ذلك. مولده سنة ١٢٥٠هـ وتوفي سنة ١٣١٦هـ[١٨٩٨م].
١٦٤٥ - مصطفى بن يونس الورداني: منشأ نسبة لقرية وردان بالجيزة الإسكندري قراراً الفقيه العالم العلامة الفاضل الفهّامة شيخ المالكية في وقته، كان فصيح العبارة في تقريره واضح الحجة خافضاً جناحه لكل سائل. أخذ عن الشيخ منصور كساب العدوي والشيخ حسن العدوي الحمزاوي ولازمهما وانتفع بهما والشيخ إبراهيم باشا والشيخ مصطفى عبدي الشهير بالشامي وغيرهم وتصدر للتعليم فأقبل عليه الطلاب من كل حدب وتلقوا عنه علوم الدين ونبغ عليه الكثير وصاروا من علماء هذا العصر منهم الشيخ موسى سعد الله المالكي والشيخ عمر بن خليفة والشيخ يوسف أبو السعود الحنفي والشيخ عبد السلام اللقاني والشيخ محمَّد سعيد باشا والشيخ أحمد الطويل. مولده بعد سنة ١٢٤٠هـ وتوفي سنة ١٣١٦هـ[١٨٩٨م].
١٦٤٦ - أبو محمَّد الشيخ حسن الطويل: الإِمام العالم المتفنن في العلوم كان صالحاً تقياً وورعاً زاهداً متبعاً أوامر الشرع متجنباً نواهيه عالماً بموارد السنة متين الدين. حفظ القرآن وأقام ثلاث سنين بطنطا لتلقي العلوم ثم أرسله والده إلى الأزهر وفي مدة قليلة لاحت عليه معالمه وصار من طلاب العلم الآخذين الشهرة في عصره ثم أحيل عليه تدريس علم الأصول والحديث والتفسير بمدرسة دار العلوم فتخرج عليه كثير من طلبتها وكان ممن تلقى عنهم العلوم الشيخ حسن العدوي الحمزاوي والبرهان السقا والشيخ محمَّد الأشموني والشيخ محمَّد الأنفاسي والشيخ أحمد شرف الدين المرصفي والشيخ عبد الهادي نجا الأبياري المولود سنة ١٢٣٦هـ المتوفى سنة ١٣٠٦ هـ وتمهر في العلوم العقلية وصار في ذلك إماماً وتحصن بحصن الشريعة الإِسلامية في جميع تعاليمه وكان إليه المرجع في حل المشكلات، تخرج عليه أغلب علماء الأزهر منهم الأستاذ الكبير أحمد تيمور باشا المتوفى في ذي القعدة سنة ١٣٤٨هـ وأخذ الطريقة الخلوتية وكان على قدم متين فيها. مولده سنة ١٢٥٦هـ وتوفي سنة ١٣١٧هـ[١٨٩٩م].