من كف أمثلة الجمال كأنهم ... بين الحدائق لؤلؤ منثور
ومقاعد للصدق يخفق حولها ... نور وملك فوق ذاك كبير
هذا الجزاء وذا مقال مؤرخ ... مالت لإنسك في الجنان الحور
١٦٩٢ - شيخنا أبو عبد الله محمَّد الطيب ابن الشيخ محمَّد النيفر الأكبر: العلم الأشهر بركة عصره وواحد دهره خاتمة المسندين والمحدثين وقدوة العلماء العاملين والفضلاء المحققين الحامل لواء مذهب مالك باليمين من أوعية العلم فروعاً وأصولاً معقولاً ومنقولاً كانت له عناية بالرواية ومنزلة سامية بالدراية نشأ في كفالة والده في مروءة وديانة وعفاف وأمانة وأخذ عنه وانتفع به وأجازه بما حواه ثبته وعن عمه صالح والشيخ البنا والشيخ محمَّد بن صالح بن ملوكة وأجازه والشيخ إبراهيم الرياحي وأجازه بما حواه ثبت الشيخ محمَّد الأمير وبما حواه ثبت الشيخ محمَّد عابد المسمى بحصر الشارد في أسانيد الشيخ عابد وأجازه أيضاً شيخ الإِسلام محمَّد بن أحمد بن الخوجة وشيخ الإِسلام الرابع محمَّد بيرم والشيخ أحمد دحلان شيخ مشايخ الحرمين في وقته المتوفى سنة ١٣٠٤ هـ[١٨٨٦ م] والشيخ منة الله الأزهري أحد تلامذة الشيخ الأمير وأجازه بما حواه ثبت شيخه المذكور والشيخ عمر الخطيب الأزهري والشيخ محمَّد الكتبي شيخ الإِسلام بمكة المكرمة والشيخ محمَّد كمون شيخ مشايخ رواق المغاربة بالأزهر وغيرهم اجتهد في خدمة العلم الشريف وحمل لواءه الزاهي المنيف فأقبل عليه وسعى سعي المحب إليه تصدى للتدريس وأتى بكل نفيس وأفاد وأجاد عمر فألحق الأحفاد بالأجداد، دروسه عذبة المورد مشتملة على آداب يلقيها وحكايات لطيفة يمليها بأبين بيان وألطف إشارة وأفصح عبارة وهي في الحقيقة درر وفرائد غرر وختم الكثير من الكتب العالية وأتى في إقرائها بما زاد في منزلته السامية كالموطأ والبخاري وشرح الزرقاني على المختصر والتاودي على التحفة تخرج عليه الكثير من فحول العلماء وأعيان الفضلاء منهم ابناه محمَّد المترجم له فيما مضى والأكتب الأنبه الأنبل الشيخ زين العابدين واستجازه جماعة منهم شيخنا محمَّد عبد الحي الكتاني وشيخنا بلحسن الجار وأجازه بما حواه ثبته قرأت عليه أوائل شرح التاودي على التحفة له أحفاد عقود سوددهم بالعلم اتسقت جواهره اتساقاً وبدوره لا تخشى كسوفاً ولا محاقاً له فتاوى غاية في التحرير وتقارير على البخاري في غاية الإجادة والتحبير تولى الخطط النبيهة منها التدريس من