وأخذ أيضاً صاحب الترجمة عن الشيخ سالم بو حاجب وغيره، وعنه جلة منهم ابن أخيه أحمد شيخ الإِسلام السادس وهو الآن بالحاضرة قطب رحاها وشمس ضحاها وإسماعيل الصفائحي ومحمود بن محمود ومحمد بن يوسف وحمودة تاج. قرأت عليه شرح الدمنهوري على السمرقندية والماكودي على الخلاصة ومقدمة مختصر السعد والقطر بشرح مؤلفه. تولى الوظائف النبيهة منها التدريس من الرتبة الأولى ثم القضاء ثم الفتيا وتوفي عليها سنة ١٣١٦ هـ[١٨٩٨م].
١٧٢٣ - ومنهم شيخنا أبو الثناء محمود ابن شيخ الإِسلام محمَّد: المتوفى سنة ١٢٧٩ هـ ابن باني البيت الخوجي العلامة الشيخ المفتي المعروف بالصلاح والدين المتين أحمد بن الخوجة المتوفى سنة ١٢٤١ هـ فهو الإِمام العلامة الفاضل خلاصة الأفاضل همام تغلغل في شهاب العلم زلاله وماجد تسلسل حديث قديمه فطاب لراويه عذبه وسلساله خاتمة المحققين وحامل مذهب النعمان باليمين الفرد العلم الفصيح اللسان والقلم كريم المعاشرة حسن الخط والمذاكرة. أخذ عن والده وأخيه شيخ الإِسلام الثاني أحمد والشيخ قبادو والشيخ عمر ابن الشيخ والشيخ حمدة الشاهد وشيخ الإِسلام معاوية ومحمد النيفر الأكبر وتقدمت الإشارة إلى ما لآل هذا البيت من المآثر الحسنة. قرأت عليه مع جماعة مقدمة المعلول للسعد، له رسائل وفتاوى في فنون من العلم وأختام في الحديث بلغت الغاية في السبك والتحبير والتقرير منها القول المنتقى في مسألة الشرط من كتاب أبي البقا والقول النفيس في مسألة تعدد التحبيس وروضة المقل في مسألة طلاق المختبل وطب العليل في مسألة ثبوت الدين في زعم الكفيل والقول البديع في مسألة المشتري من الشفيع ورسالة في المذهبين الحنفي والمالكي في الرشد والسفه وله حاشية على الألفية سماها الحواشي التوفيقية وحاشية على الزيلعي سماها الحصين الحصين على التبيين وغير ذلك ختم الكتب العالية وتدرج في الخطط النبيهة منها التدريس من الرتبة الأولى والخطابة بجامع أبي الخيرات صاحب الطابع والنظارة العلمية والفتيا ثم مشيخة الإِسلام سنة ١٣١٨ هـ وتوفي عليها سنة ١٣٢٩ هـ[١٩١١م].