مرضه الذي مات فيه ولما اشتد به وجعه - صلى الله عليه وسلم - قال:"مروا أبا بكر فليصلِّ بالناس، قالت عائشة: يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق إذا قام مقامك لا يسمع الناس من البكاء. قال: مروا أبا بكر فليصلِّ بالناس. فعاودته مثل مقالتها، فقال: إنكن صواحبات يوسف مروا أبا بكر فليصلِّ بالناس" رواه الشيخان وأبو حاتم واللفظ له. وعند سالم بن عبد الله الأشجعي قال:"لما مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أجزع الناس كلهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأخذ بقائم سيفه وقال: لا أسمع أحداً يقول مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا ضربته بسيفي هذا. قال: فقالت الناس: يا سالم اطلب لنا صاحب رسول الله، قال: فخرجت إلى المسجد فإذا أنا بأبي بكر رضي الله عنه فلما رأيته أجهشت البكاء أي تهيأت. فقال: يا سالم أمات رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقلت: إن هذا عمر بن الخطاب يقول: لا أسمع أحداً يقول مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا ضربته بسيفي هذا. قال: فأقبل أبو بكر حتى دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مسجى فرفع البرد عن وجهه ووضع فاه على فيه واستنشى الريح ثم سجاه، والفت إلينا فقال:{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ}[آل عمران: ١٤٤] وقال: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (٣٠)} [الزمر: ٣٠] أيها الناس: مَن كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومَن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت. قال عمر: فوالله لكأني لم أقل هذه الآيات قط" رواه الترمذي. قال الحافظ ابن رجب: كان ابتداء مرضه عليه الصلاة والسلام في أواخر صفر وكانت مدة مرضه ثلاثة عشر يوماً في المشهور. وفي نور اليقين: لحق بربه يوم الاثنين ١٣ ربيع لأول سنة ١١ الموافق ليونيه سنة ٦٣٣ وعمره ثلاث وستون سنة وثلاثة أيام وتقدم في صدر المقصد ذكر نسبه وولادته كانت في يوم الاثنين التاسع من ربيع الأول عام حادثة الفيل ولأربعين سنة خلت من ملك كسرى أنوشروان ويوافق العشرين من شهر إبريل سنة ٥٧١ حسبما حققه العالم الفلكي محمود باشا في رسالة سماها نتائج الأفهام في تقويم العرب قبل الإِسلام، وقيل: لاثنتي عشرة ليلة خلت منه، وقيل: لثمان وهو اختيار أكثر أهل الحديث.