أبي طالب" وعن علي قال: "عبدت الله تعالى قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة بخمس سنين" وعنه "ما كان يصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غيره غيري خديجة".
بويع بالخلافة في اليوم الذي قتل فيه عثمان واجتمع على بيعته أهل الحل والعقد من المهاجرين والأنصار وتزاحم الناس عليه وتخلف عن بيعته معاوية في أهل الشام والتحمت بينهما حروب لم يسمع بمثلها في الإسلام ولم يزل له فيها الظهور على الفئة الباغية إلى أن وقع التحكيم وخدع فيه وحينئذ خرجت الخوارج فكفروه وكفروا من معه وقالوا: حكمت الرجال في دين الله والله يقول: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} ثم اجتمعوا وشقوا عصى المسلمين ونصبوا راية الخلاف فسفكوا الدماء فخرج إليهم بمن معه وطلبهم إلى الرجوع فأبوا إلا القتال فقاتلهم بالنهروان واستأصل جميعهم ولم ينج منهم إلا اليسير فانتدب إليه رجل من بقية الخوارج يقال له عبد الرحمن بن ملجم فدخل عليه فقتله في التاسع عشر من رمضان سنة أربعين وقصة استشهاده مشهورة فهو - رضي الله عنه - أحد العشرة المبشَّرين بالجنة وأحد ستة الشورى وأحد العلماء الربانيين والشجعان والزهاد والخطباء والشعراء، ومناقبه وما أوتيه من الاجتهاد والفهم معلوم. وكان صاحب شورى عمر في أقضيته وكذلك كان مع أبي بكر وعثمان وكان عمر يتعوّذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن وفي البخاري أحاديث سبعة في فضائله منها حديث عمر "علىّ أقضانا" ومنها حديث قتاله البغاة "تقتل عماراً الفئة الباغية" وكان عمار مع علي ومنها حديث قتاله الخوارج وهذان الحديثان من علامات النبوة. قال الحافظ ابن حجر بعد نقله ما ذكر وأوعب من جمع مناقبه من الأحاديث الجياد النسائي في كتاب الخصائص وأما حديث "من كنت مولاه فعلي مولاه" فقد أخرجه الترمذي والنسائي وهو كثير الطرق جداً وقد روينا عن الإمام أحمد قال: ما بلغنا عن أحد من الصحابة ما بلغنا عن علي. ويروى من فضائله قوله عليه الصلاة والسلام: "أنا مدينة العلم وعلي بابها" قال مسروق: شافهت أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - فوجدت علمهم ينتهي إلى ستة علي وعبد الله بن