موسى بن نصير بن عبد الرحمن بن زيد بن لخم من التابعين بعهد من الوليد بن عبد الملك. روى عن تميم الداري وكان أحد أفراد الدنيا ومشاهير رجالها وفرسان أبطالها لم يهزم له جيش قط.
قال ابن عذاري: وفي سنة ٩٢ هـ تمّ إسلام أهل المغرب الأقصى وحولوا المساجد التي بنتها المشركون إلى القبلة وجعلوا المنابر في مساجد الجماعات. وقال أبو محمَّد عبد الله بن أبي زيد: ارتدت البرابرة بالمغرب اثني عشرة مرة ولم تستقر كلمة الإِسلام فيهم إلا بعهد ولاية موسى بن نصير فما بعده قدم إفريقية وفتح زغوان وغيرها وقتل المخالفين وغنم وسبا وبعث أسطوله لصقلية فغنم الغنائم العظيمة وغزا بلاد المغرب وطنجة ولما استقرت له القواعد بالمغرب كتب لمولاه طارق بن زياد وهو بطنجة بغزو الأندلس فغزاها وفتحها سنة ٩٢ هـ ثم لحق به موسى سنة ٩٣ هـ وكمل فتحها وجمع غنائمها الكثيرة الشهيرة ورجع للقيروان أواخر سنة ٩٥ هـ ثم توجه للمشرق واستخلف ابنه عبد العزيز على الأندلس وابنه عبد الملك على طنجة وابنه عبد الله على إفريقية ولما دخل مصر هادي جميع فقهائها وأشرافها وبأثر ذلك امتحن بالعزل وقتل أولاده وغير ذلك على يد سليمان بن عبد الملك وكانت وفاته بالمدينة سنة ٩٨ هـ ومن وقته انتهت الفتوحات الإِسلامية التي كانت للأسلاف لأنه كان يخشى اتساع الأقاليم لإنتاجه طمع قواد الجيوش في الاستقلال ولذا أفتك بالأمير موسى المذكور وأولاده وبالأمير قتيبة بن مسلم الذي ضم إلى المملكة الأموية أقاليم كثيرة وبالأمير محمَّد بن قاسم الذي أدخل جاهلية الهنود تحت حكم الأموية بحسن تدبيره وسياسته وبفقد هؤلاء القواد ذهبت قوة الدولة وشوكتها وزال حفظ وحدتها وأخذت أولاد عبد الملك من ذلك الوقت في الانحلال والانحطاط بعد ما كان لأسلافهم من الشوكة والشرف بالممالك الإِسلامية وغيرها فوق ما يقال وبلغوا بانتصاراتهم المتوالية وفتحهم البلاد الشاسعة درجات الكمال والمجد الباذخ والشرف الشامخ وسليمان المذكور عهد بولاية إفريقية لمحمد بن يزيد وقدم القيروان سنة ٩٧ هـ وغزا وسبا وكان عادلاً حسن السيرة ولما توفي سليمان كان الخليفة بعده عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه استعمل هذا الخليفة على إفريقية إسماعيل بن عبد الله بن أبي المهاجر مولى قريش فوصلها سنة ١٠٠ هـ وكان خير وال حريصاً على دعاء البرابرة للإسلام ذكر أبو العرب محمَّد بن تميم أن عمر بن عبد العزيز أرسل عشرة من التابعين يفقهون أهل المغرب في الدين ومن كلامه رضي الله عنه تحدث للناس أقضية بقدر ما أحدثوا من الفجور، وتوفي في السنة بعدها وبويع ليزيد بن عبد الملك وهو عهد بإفريقية ليزيد بن أبي مسلم الثقفي مولى