والمعز تقدمت ترجمته في التتمة وكان ملكاً جليلاً عالي الهمة محباً لأهل العلم كثير العطاء وكان واسطة أهل بيته ولما توفي نقل من قصره ودفن بقصر السيدة وذكرنا قريباً أن المسجد المعروف بالدز محرف والصواب المعز ومن المقبورين بالقصر وقبره غير معروف أبو يحيى تميم بن المعز كانت له فضائل وأشعار كثيرة ومن شعره قوله:
إن نظرت مقلتي لمقلتها ... تعلم مما أريد نجواه
كأنها في الفؤاد ناظرة ... تكشف أسراره وفحواه
وقوله:
فكرت في نار الجحيم وحرها ... يا ويلتاه ولات حين مناص
فدعوت ربي أن خير وسيلتي ... يوم المعاد شهادة الإخلاص
ولابن رشيق فيه مدائح وكان يجيز الجوائز السنية ولعطي العطاء الجزيل وقصدته الشعراء من الآفاق على بعد الدار كابن السراج السوري وأنظاره مولده سنة ٤٢٢ هـ وتوفي سنه ٥٠١ هـ ودفن بقصره ثم نقل لقصر السيدة بالمنستير وخلف من البنين أكثر من مائة ومن البنات ستين على ما ذكر حفيده عبد العزيز بن شداد بن تميم ومن المقبورين بقصر السيدة أبو الطاهر يحيي بن تميم المذكور لما تمت له البيعة قام بالأمر وعدل في الرعية وفي أيامه وصل للمهدية محمد بن تومرت قادماً من الحج فنزل بالمهدية وشرع في تغيير المنكر ثم انتقل إلى المنستير ثم إلى بجاية، وقيل إن إقامته بالمهدية كانت في أيام تميم المذكور وتقدم بعض خبره في ترجمة يحيى المذكور في التتمة وفي ترجمة أبي بكر بن العربي في المقصد وكان الأمير يحيى المذكور كثير المطالعة لكتب الأخبار والسير عارفاً بها مقرباً لأهل العلم والفضل وله نظر حسن في صناعة النجوم والأحكام وكان عنده جماعة من الشعراء قصدوه ومدحوه وخلدوا مدحه في دواوينهم، ومن جملة شعرائه أبو الصلت أمية بن عبد العزيز. وتوفي يوم عيد النحر سنة ٥٠٩ هـ، ودفن بقصره ثم نقل لقصر السيدة على ما جرت به العادة وقام مقامه ابنه أبو الحسن علي وكان جواداً مفضالاً من الأذكياء محباً للعلم والعلماء. وتوفي سنة ٥١٥ هـ بالمهدية ثم نقل لقصر السيدة على ما جرت به العادة. ولأبي الصلت المذكور منزلة جليلة عنده. ومن شعر أبي الصلت في أبي الطاهر يحيى المذكور القصيدة التي مستهلها:
قضى الله أن تفنى عداك وأن تبقى ... وتخلد حتى تملك الغرب والشرقا