وَتَشَكَكُوا في معضلاتٍ يا لَها: ... قد جاءكم قولُ المبشّر بالْفَرَجْ
هذا طِرَازٌ ليس يخدْرَكُ شأوُهُ ... يُزْرِي بألحانِ المزَاهرِ والهزَجْ
لمَ لا يفوقُ على سواه وربُّهُ ... فاقّ السِّوى والمسكُ بعضُ دَمٍ لَزِجْ
أكْبَرْتُهُ وأخَذْت في تَقْريظهِ ... وعلى أُريجَ فانثنيت كمرتَعِجْ
ثم ادَّكَرْتُ فكانَ تَنْويهِي بهِ ... مِعْشارَ ما في باطني منه اختلجْ
لله ناسِجُ بُرْدِهِ كم جَدَّ في ... تنقيحه لله كم خاضَ اللّجَجْ
ولَنَا لَقَدْ أهْدَى نتيجَةَ عمْرِه ... في لَحْظَةٍ مِنْ غير تعويضٍ خَرَجْ
سَهِرَ اللّيالي باحثاً ومُفَكراً ... وأنيسُهُ فيها كتابٌ مُنْبَلِجْ
لا أنتهِي لا أرْعَوِي عن مدحهِ ... بالحق أصدَعُ دُون شَكِّ أو مرجْ
ما لَطَّ حَق الناسِ إلا جاهِلٌ ... بَهْذِي على البُسَطاءِ بالقول السَّمِجْ
وَلَقَدْ خشيتُ بأَنْ أموتَ وَلاَ يَرَى ... مِني لهُ يَوْماً عبُوساً ذا هَرَجْ
يا رَبِّ هَبْ عُمْراً طويلاً تَجْتَلِي ... حَرْبَ البَسوسِ بهِ على بَعْضِ الهَمَجْ
مَنْ لاَ يُقِرُّ لِفاضِلِ بِفَضِيلَةٍ ... فأنَا لَهُ أضَعُ المِزَجِّ على الوَدَجْ
أَسْكَنْتُ أهْلَ العِلْمِ في ثَبَجِ الْحَشا ... وطعَنت في أعْدَائهِم طعْناً بِزجْ
وأنا الذي عَرَفَ الحقُوقَ لأَهْلِها ... ولَتلك شِنْشِنَتِي على طُول الأبَج
وَلذاكَ قَرّظْتُ الكِتابَ بِغَادَةٍ ... تسْبي العُقُول لحسن منظرها البَهِج
زينْتها منهُ بجيم جمالِهِ ... وجعَلتُ خاء الخال في الخذِّ الضرِجْ
فإِلَيكَها مِنْ كاملٍ في كاملٍ ... ما مثلُها في مسمعي يوماً وَلَجْ
حَقٌّ عليَّ فَعْلتُه ولرَبِّه أسْدَيْتُهُ ... فالبِشْرُ عِندي مُزْدَوجْ
يا حضرَةَ الأسْتاذِ إنَّ كِتابَكُمْ ... بلغَ النِهايَةَ وارتقى أَعلى الدرَجْ
لِلّهِ دَرُّكَ لا عَدِمتُكَ صاحِباً ... يضَعُ الدَوَا في مَوْضِع النقب اللزِجْ
بَرحَ الخَفاءُ وودّ كلّ مؤزخٍ ... لو أنَّه حاذَى نسيجك مُذْ نَسَجْ
ما كان أحسنَ ما صَنَعْتَ وَحَبذَا ... تاريخك الروضُ الأَريض المفترَجْ
رَقَّتْ شمائِلُهُ ورق حديثُه ... نفَعَ الإِلهُ بهِ على مَرِّ الحِجَجْ
وجزاك عنهُ جزاءه سُبحانَه ... فَعَطاؤُهُ هَيْهاتَ تَحكِيه اللججْ
وَلَكَ الهناءُ به كتاباً سامياً ... يحي بهِ مَنْ كانَ في الذَوْقِ اندَمَجْ
قرَّتْ بِهِ عينُ الوَدُودِ وَزادَ في ... كَمدَ الحَسُود فبات يَلتَقِمُ الحَدَج