للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الله عزّ وجلّ في أن ينجح سعيهم ويبلغهم مرادهم كانوا آتين الأمر من بابه. ومن جرد التوكل عن (١) التسبب لما جعله الله سببًا فلم يعمل لما أمر به، ولم يأت الأمر من بابه.

[١١٢٢] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو بكر بن عبد الله، أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا زكريا بن يحيى، حدثنا هشيم، عن حصين، قال كنت عند سعيد بن جبير فقال لنا أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة؟ قال: قلت: أنا. قال ثم قلت أما إني لم أكن في صلاة ولكني لدغت قال فما فعلت؟ قال: قلت: استر قيت. قال: وما حملك على ذلك؟ قلت: حديث حدثناه الشعبي. قال وما يحدثكم الشعبي؟ قال: قلت: حدثنا عن بريدة بن الحصيب أنه قال: لا رقية إلا من عين أو حمة. قال فقال سعيد بن جبير: قد أحسن من انتهى إلى ما سمع. ثم قال سعيد بن جبير، حدثنا ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "عُرضِتْ عليَّ الأُمَمُ قال فرأيتُ النبيَّ معه الرهط، والنبيّ معه الرجل والرجلان، والنبي ليس معه أحد، إذ رُفعَ لي سوادٌ عظيمٌ فقلت: هذه أمّتي، فقيل: هذا موسى وقومه، ولكن انظر إلى الأُفق قال فنظرت فإذا سوادٌ عظيمٌ، ثم قيل انظُرْ إلى هذا الجانب الآخر فإذا سواد عظيمٌ، فقيل هذه أمّتك ومعهم سبعونَ ألفَا، يدخلون الجنة بغير حسابِ ولا عذابِ". ثم نهض النبي - صلى الله عليه وسلم - فدخل فخاض القوم في ذلك فقالوا: من هؤلاء الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب؟ فقال بعضهم لبعض لعلهم الذين صحبوا النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال بعضهم: فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام ولم يشركوا بالله شيئًا قط. وذكروا أشياء فخرج إليهم النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ما هذا الذي كنتم تخوضون فيه؟ ".


(١) في (ن) "على".

[١١٢٢] إسناده: صحيح.
• أبو بكر بن عبد الله هو محمد بن عبد الله بن محمد بن شيرويه، راوية "مسند" الحسن بن سفيان.
• زكريا بن يحيى بن صبيح بن راشد الواسطي المعروف بزحمويه (م ٢٥٣ هـ) ذكره ابن حبان في "الثقات" (٨/ ٢٥٣) وقال: يروي عن هشيم وخالد، حدثنا عنه شيوخنا: الحسن بن سفيان وغيره. وكان من المتقنين في الروايات.
• هشيم هو ابن بشير بن القاسم بن دينار السلمي. ثقة ثبت. مر.
• حصين هو ابن عبد الرحمن السلمي (ع) مر أيضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>