للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فصل "في استيفاء كل حرف أثبته قارئ إمام"

قال الحليمي (١) رحمه الله: هذا ليكون القارئ قد أتى على جميع ما هو قرآن، ولم يبق منه شيء، فيكون ختمه أصح من ختمه إذا ترخص حذف ما لا يضر حذفه من حرف أو كلمة، ألا ترى أن صلاة من استوفى كل فعل إذا وقع منه كانت صلاة كانت أجمع وأتم من صلاة من (٢) ترخص فحذف منها، ما لا يضر حذفه فكذلك هذا في قراءة القرآن. والله أعلم.

فصل "في ابتداء السورة بالتسمية سوى سورة براءة"

والدليل على أنها آية تامة من فاتحة الكتاب (٣) ما.

[٢١١٣] أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد الروذباري، أخبرنا أبو بكر بن داسة، حدثنا


(١) "المنهاج" (٢/ ٢٣٨ - ٢٣٩).
(٢) في النسختين "صلاة ما يرخص".
(٣) اختلف العلماء بشأن البسملة هل هي من القرآن أو لا؟
فقالت طائفة إنها ليست من القرآن أصلًا، إلا في سورة النمل. نقل هذا عن مالك والأوزاعي، وحكاه الطحاوي عن أبي حنيفة، وأبي يوسف، ومحمد، و هو رواية عن أحمد، وهو قول لبعض أصحابه واختاره ابن قدامة في "المغني".
وذهبت جماعة إلى أنها آية من كل سورة سوى براءة، أو بعض آياته وهو المشهور عن الشافعي وأصحابه، و هو رواية عن أحمد.
وقال فريق: إنها آية في أول الفاتحة، وليست قرآنَا في أوائل باقي السور، وهو قول أحمد وإسحاق وأبي عبيد وأهل الكوفة وأهل مكة وأهل العراق، وهو أيضًا رواية عن الشافعي.
وذهبت طائفة إلى أنها آية مستقلة من القرآن في كل موضع كتبت فيه في المصحف، وليست من الفاتحة ولا من غيرها، وإنما أنزلت لافتتاح القراءة بها، وللفصل بين كل سورتين سوى ما بين الأنفال وبراءة ذهب إليه أبو بكر الرازي الجصاص وهو المختار عند الحنفية.
ذكر كل ذلك الشيخ عبيد الله الرحماني في شرح "المشكاة" (٣/ ١١٨) ثم رجح قول من قال: إنها آية من القرآن في كل موضع كتبت فيه للإجماع على أن ما بين الدفتين كلام الله تعالى.

[٢١١١] إسناده: رجاله موثقون.

<<  <  ج: ص:  >  >>