للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[بيان معاني أسماء الذات]

[١] " اللّه" وله معان: منها أنه القادر على الخلق وأنه لا يكون إلا ما يريد وأنه الغالب الذي لا يغلب وأنه القاهر الذي لا يقهر وأنه لا يصح التكليف إلا منه.

[٢] "الملك" ومعناه أنه يعز من يشاء ويذل من يشاء ويستحيل عليه الإذلال.


[١] قال الحليمي: ومعناه الإله، وهذا أكثر الأسماء، وأجمعها للمعاني والأشبه أنه كأسماء الأعلام موضوع غير مشتق، ومعناه القديم التام القدرة، فإنه إذا كان سابقاً لعامة الموجوات، كان وجودها به، وإذا كان تام القدرة، أوجد المعدوم، وصرف ما يوجده على ما يريده، فاختص لذلك باسم الإله، ولهذا لا يجوز أن يسمى بهذا الاسم أحد سواه بوجه من الوجوه. راجع "المنهاج" (١/ ١٩٠ - ١٩١). ونقله المؤلف في "الأسماء والصفات" (٣٤ - ٣٥) ثم ذكر أقوال العلماء في كونه علماً موضوعاً أومشتقا وختم ذلك بقوله: "وأحب هذه الأقاويل إلي قول من ذهب إلى أنه اسم علم، وليس بمشتق كسائر الأسماء المشتقة. والدليل على أن الألف واللام من بنية هذا الاسم، ولم تدخلا للتعريف دخول حرف النداء عليه كقولك: يا الله وحروف النداء لا تجتمع مع الألف واللام للتعريف. ألا ترى أنك لا تقول: يا الرحمن ويا الرحيم، كما تقول: يا اللّه، فدل على أنه من بنية الاسم، والله أعلم". وراجع "شأن الدعاء" للخطابي (٣٠ - ٣٥). وقال في "الاعتقاد" (ص ٢٩) في معنى "الله": "من له الإلهية وهي القدرة على اختراع الأعيان، وهذه صفة يستحقها بذاته".

[٢] وردت كلمة "الملك" لله عز وجل في أربعة مواضع في القرآن: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ} في موضعين: سورة طه (٢٠/ ١١٤) وسورة المؤمنون (٢٣/ ١١٦). و {الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ} في موضين: سورة الحشر (٥٩/ ٢٣) وسورة الجمعة (٦٢/ ١). كما ورد {مَلِكِ النَّاسِ} بالإضافة مرة واحدة في سورة الناس وبلفظ {مَلِيكِ} و مرة في سورة القمر (٥٤/ ٥٥). وقالَ الحليمي في معناه: وذلك مما يقتضى الإبداع، لأن الإبداع هو إخراج الشيء من العدم إلى الوجود، فلا يتوهم أن يكون أحد احق بما أبدع منه، ولا أولى بالتصرف فيه منه، وهذا هو الملك. وأما المليك فهو مستحق السياسة، وذلك فيما بيننا قد يصغر ويكبر، بحسب قدر المسوس وقدر السائس في نفسه ومعانيه. وأما ملك الباري عز اسمه فهو الذي لا يتوهم ملك يدانيه فضلاً على أن يفوته، لأنه إنما استحقه بإبداعه و يسوسه، وإيجاده إياه بعد أن لم كن، ولا يخشى أن ينزع منه أو يدفع عنه فهو الملك حقًا، وملك من سواه مجاز. (المنهاج ١/ ١٩٤). ونقله المؤلف في "الأسماء والصفات" (٤٥ - ٤٦). وقال في "الاعتقاد" (٢٠): "هذه صفة يستحقها بذاته" وقال ابن حجر في "فتح الباري" (١١/ ٣٦٨). يحتمل وجهين: أحدهما أن يكون بمعنى القدرة فيكون صفة ذات. والثاني أن يكون بمعنى القهر والصرف عما يريدون فيكون صفة فعل. وقال الخطابي: الملك.: هو التام الملك، الجامع لأصناف المملوكات. فأما المالك فهو الخاص الملك.=

<<  <  ج: ص:  >  >>