للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الخلق، والصحبة مع الإخوان بدوام البشر والانبساط ما لم يكن إثمًا، والصحبة مع الجهّال بالدّعاء لهم، والرّحمة عليهم، ورؤية نعمة الله عليك بأن لم ينلك بما أبلاهم به (١).

" فصل في لين الجانب وسلامة الصدر"

[٧٧٥٥] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن سهل، حدثنا بشر بن خالد العسكري، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن الأعمش سليمان، قال سمعت ذكوان، يحدث عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "جاء أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبًا، الإيمان يمان، والحكمة يمانية، والخيلاء والكبرياء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أصحاب الشاء".


(١) ها هنا انتهت نسخه "ل" وعليه ينتهي الجزء السادس والأربعون من "شعب الإيمان" وجاء في آخره: تم الجزء السادس والأربعون من "شعب الإيمان" يتلوه في السابع والأربعين "فصل في لين الجانب وسلامة الصدرا".
والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد وآله وحسبنا الله ونعم الوكيل.

[٧٧٥٥] إسناده: صحيح.
قوله "الفدادين" قال القاضي عياض في "مشارق الأنوار" (٢/ ١٤٨): والرواية في هذا الحرف بتشديد الدال الأولى عند أهل الحديث وجمهور أهل اللغة والمعرفة وكذا قاله الأصمعي مشددا قال: وهم الذين تعلو أصواتهم في حروثهم وأموالهم ومواشيهم، يقال منه: فد الرجل يفد (بكسر الفاء) فديدًا إذا اشتد صوته.
وقال أبو عبيد الهروي في "غريب الحديث" (١/ ٢٠٢ - ٢٠٤) قال أبو عمرو: هي الفدادين مخففة واحدها فدّان مشددة وهي البقرة التي يحرث بها، يقول: إن أهلها أهل قسوة وجفاء لبعدهم من الأمصار والناس، قال أبو عبيد: ولا أرى أبا عمرو يحفظ هذا وليس الفدادين من هذا الشيء، ولا كانت العرب تعرفها، إنما هذا للروم وأهل الشام، وإنما فتحت الشام بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - ولكنهم الفدادون- بالتشديد- وهم الرجال واحدهم فداد، وقال الأحمر بمثل قول الأصمعي وقال ويقال منه: فد الرجل يفد فديدًا إذا اشتد صوته.
وكان أبو عبيدة يقول غير هذا كله قال: الفدادون: المكثرون من الإبل الذين يملك أحدهم المائتين منها إلى الألف، يقال للرجل فداد: إذا بلغ ذلك وهم مع هذا جفاة أهل خيلاء.
وقال المبرد: هم الرعيان والجمالون والبقارون، قال الإمام مالك: الفدادون أهل الجفاء، وقيل: الأعراب، راجع لمزيد التفصيل لهذا البحث "مشارق الأنوار" للقاضي عياض.

<<  <  ج: ص:  >  >>