للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القرآن حفظوا حروفه، وضيعوا حدوده، واستنزلوا به الولاة، واستطالوا به على أهل بلادهم، فقد كثر هذا الضرب في حملة القرآن لا كثرهم الله. ورجل قرأ القرآن فتداوى بدواء القرآن، فوضعه على داء قلبه، فسهر ليله وهملت عيناه، تسربلوا الحزن، وارتدوا بالخشوع، ذكروا في محاريبهم وأخفوا في برانسهم، بهم يسقي الله الغيث، وينزل النصر، ويدفع البلاء والله لهذا الضرب في حملة القرآن أقل من الكبريت الأحمر.

[٢٣٨٢] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق، حدثنا أبو عثمان الحناط، حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت أبا زكريا يحيى بن الجلاء- وكان من البكائين- قال: إذا قرأ ابن آدم القرآن ثم خلط ثم عاد يقرأ يقول الله له: ما لك أو قال ما أنت ولكلامي؟

قال: وحدثنا أحمد قال سمعت أبا سليمان (١) يقول: الزبانية يوم القيامة أسرع إلى حملة القرآن الذي عصو الله بعد قراءة القرآن منهم إلى عبدة الأوثان، غضبًا عليهم حتى عصو الله بعد قراءة القرآن.

فصل "في ترك قراءة القرآن في المساجد والأسواق ليعطى وليستأكل به"

[٢٣٨٣] أخبرنا الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان، حدثنا أبو عمرو إسماعيل ابن نجيد، حدثنا محمد بن أيوب البجلي، حدثنا سهل بن بكار، حدثنا أبان بن يزيد،


[٢٣٨٢] يحيى بن الجلاء ذكره الخطيب في "تاريخه" (١٤/ ٢٠٤ - ٢٠٥) وقال: صحب بشر ابن الحارث.
(١) أبو سليمان هو الداراني، عبد الرحمن بن أحمد.

[٢٣٨٣] إسناده: رجاله ثقات.
• أبوراشد الحبراني (بضم المهملة وسكون الموحدة) الشامي. قيل اسمه: أخضر، وقيل: النعمان. ثقة. من الثالثة (بخ د ت ق).
والحديث أخرجه أحمد في "المسند" (٣/ ٤٤٤) عن عفان. وأبو يعلى في "مسنده" (٣/ ٨٨ رقم ١٥١٨) عن هدبة بن خالد، كلاهما عن أبان بن يزيد به.
وأخرجه عبد الرزاق مطولًا في "المصنف" (١٠/ ٣٨٧ رقم ١٩٤٤٤). وعنه عبد بن حميد =

<<  <  ج: ص:  >  >>