للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[(ز) ومنها ما يرجع إلى البقاء]

[٢٦] وهو "الباقي" وفي معناه.

[٢٧] "الوارث" الذي يبقى بعد فناء خلقه.

[(ح) ومنها ما يرجع إلى الكلام]

[٢٨] وهو "الشكور".


= الحياة بعد موت، ولا يعترضه الموت بعد الحياة. وسائر الأحياء يعتورهم الموت والعدم في أحد طرفي الحياة أو فيهما معا، (شأن الدعاء: ٨٠). وانظر "الأسماء والصفات" (٣٥). وفي "الاعتقاد" (٢٥) أنها صفة قائمة بذاته.

[٢٦] "الباقي" لم يرد في الكتاب بهذا اللفظ، نعم، جاء فيه {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} (الرحمن ٥٥/ ٢٧) وهو مذكور في خبر الأسامي. قال الحليمي: هذا أيضا من لوازم قوله "قديم"، لأنه إذا كان موجردا لا عن أول ولالسبب، لم يجز عليه الانقضاء والعدم، فإن كل منقض بعد وجوده، فإنما يكون انقضاؤه لانقطاع سبب وجوده، فلما لم يكن لوجود القديم سبب يتوهم أن ذلك السبب إن ارتفع عدم، علمنا أنه لا انقضاء له. (المنهاج ١/ ١٨٨).
وراجع "الأسماء والصفات" (٢٦). وفي "الاعتقاد" (٢٨): "البقاء صفة قائمة بذاته. وقال الخطايي: هو الذي لا تعترض عليه عوارض الزوال وهو الدي بقاؤه غير متناه ولا محدود، وليست صفة بقائه ودوامه كبقاء الجنة والنار ودوامهما، وذلك أن بقاءه أزلي أبدي. وبقاء الجنة والنار أبدي غير أزلي. ومعنى الأزلي: ما لم يزل. ومعنى الأبد: ما لا يزال. فالجنة والنار مخلوقتان كائنتان بعد أن لم تكونا. فهذا فرق ما بين الأمرين. (شأن الدعاء ٩٦).

[٢٧] "الوارث" هذا الاسم مما يؤثرعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في خبر الأسامي. وجاء في التنزيل بصيغة الجمع: {وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ} (الحجره ١/ ٢٣). ومعناه: الباقي بعد ذهاب غيره. وربنا جل ثناؤه بهذه الصفة لأنه يبقى بعد ذهاب الملاك الذين أمتعهم في هذه الدنيا بما آتاهم لأن وجودهم ووجود الأملاك كان به، ووجوده ليس بغيره. قاله الحليمي في "المنهاج" (١/ ١٨٩)، وراجع "الأسماء والصفات" (٢٨). وقال الخطابي، هو الباقي بعد فناء الخلق، المسترد أملاكهم وموارثهم بعد موتهم، ولم يزل الله باقيا مالكا لأصول الأشياء كلها، يورثها من يشاء ويستخلف فيها من أحب. "شان الدعاء" (٩٦ - ٩٧).

[٢٨] "الشكور" ورد هذا الاسم لله تعالى في الكتاب العزيز ٤ مرات، وجاء "شاكر" مرتين. قال الحليمي في معنى "الشكور" هو الذي يدوم شكره، ويعم كل مطيع وكل صغير من الطاعة =

<<  <  ج: ص:  >  >>