للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"لولا جزع النساء لتركته يحشر من حواصل الطير وبطون السباع". وفي هذا دلالة على أن ما أكله السبع أو الطير أو حوت الاء حشر جمع الأجزاء التي أكلت منها، أما ما أكله الناس بعضهم من بعض وصار غذاء له. فقد زعم الحليمي (١) رحمه الله أنه لا يرد إلى أصله لكن صاحبه يعوض منه. وقد فرق بينهما بأنه قد انقلب من مكلف إلى مكلف ورده يؤدي إلى إدخال جزء من الكافر الجنة أو جزء من المؤمن النار، وليس كذلك في غير المكلف، وإنما هو في معنى ما تأكله الأرض فيعاد وبسط الكلام فيه.

فصل (٢)

وإذا أحيا الله تبارك وتعالى الناس كلهم قاموا عجلين ينظرون ما يراد بهم لقوله تعالى: {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} (٣).

وقد أخبر الله عزّ وجلّ عن الكفار أنهم يقولون: {يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} (٤).

وأنهم يقولون: {هَذَا يَوْمُ الدينِ}.

فتقول لهم الملائكة: {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَذِي كنْتُمْ بِهِ تكَذّبُونَ} (٥).

ثم يؤمر (٦) بحشر الناس إلى موقف العرضْ والحساب وهو الساهرة فقال الله عزَّ وجلّ: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ. فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ} (٧).

قال البيهقي رحمه الله: وروينا عن وهب (٨) بن منبه أنه قرأ هذه الآية وهو يومئذ ببيت المقدس فقال: ها هنا الساهرة يعني بيت المقدس.


(١) راجع "المنهاج" (١/ ٤٣٥ - ٤٣٧).
(٢) في الأصل فقط. وهو مطابق و جاء في "المنهاج" (١/ ٤٤٠).
(٣) سورة الزمر (٣٩/ ٦٨).
(٤) سورة يس (٣٦/ ٥٢).
(٥) سورة الصافات (٣٧/ ٢٠ - ٢١).
(٦) وفي (ن) والمطبوعة "يوم يحشر".
(٧) سورة النازعات (٧٩/ ١٣ - ١٤).
(٨) أخرجه عبد بن حميد وابن المنذر- راجع "الدر المنثور" (٨/ ٤٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>