للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وروينا عن ابن عباس (١) موقوفًا ومرفوعًا ما دل على أن الشام أرض المحشر. وقال الفراء (٢): الساهرة وجه الأرض كأنها سميت بهذا الاسم لأن فيه الحيوان نومهم وسهرهم.

وروى بإسناده (٣) عن ابن عباس قال: الساهرة الأرض.

قال الحليمي (٤) رحمه الله: ومعناه فإذا هم قد صاروا على وجه الأرض بعد أن كانوا في جوفها.

وقيل: الساهرة صحراء قرب شفير جهنم والله أعلم.

وروينا في الحديث الثابت (٥) عن سهل بن سعد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يُحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النَّقِي".

وفي رواية: كقرصة النقي ليس فيها لأحد علم (٦).


(١) ذكر السيوطي في "الدر المنثور" (٨/ ٨٩) عن ابن عباس قال:
من شك أن المحشر بالشام فليقرأ هذه الآية {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} (الحشر ٥٩/ ٢).
قالَ لهم رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - "اخرجوا". قالوا إلى أين؟ قال: "إلى أرض المحشر".
أخرجه البزار وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والمؤلف في "البعث".
وقال الهيثمي عن رواية البزار: فيه ضعف. (مجمع الزوائد ١٠/ ٣٤٣).
(٢) راجع "معاني القرآن" (٣/ ٢٣٢).
(٣) وهو عن حبان بن علي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس (٣/ ٢٣٢).
وراجع "الدر المنثور" (٨/ ٤٠٨).
(٤) راجع "المنهاج" (١/ ٤٤١).
(٥) وأخرجه البخاري في الرقاق (٧/ ١٩٤) ومسلم في صفة المنافقين (٣/ ٢١٥٠).
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" (١٤/ ٢٥٠) والطبراني في "الكبير" (٦/ ١٩١ رقم ٥٨٣١، ٦/ ٢١٤ رقم ٥٩٥٨) والبغوي في "شرح السنة" (١٥/ ١١٢).
(٦) كذا في النسخ وفي رواية البخاري "معلم".
والعلم والمعلم بمعنى واحد، وهو الشيء الذي يستدل به على الطريق، وقال القاضي عياض: المراد أنها ليس فيها علامة سكنى ولا بناء ولا أثر ولا شيء من العلامات التي يهتدى بها في الطرقات كالجبل والصخرة البارزة، وفيه تعريض بارض الدنِيا وأنها ذهبت وانقطعت العلاقة منها. راجع "فتح الباري" (١١/ ٣٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>