للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حسن الظن والانتظار، دون الحبس والادخار، وكان لا يحتجز لنفسه ليومه من أمسه، فأما ثيابه فإنما يعدها لدينه، لا على إبقاء عليها لغده، وهكذا آلات الحرب كان يحبسها لنصر الأولياء، وكبت الأعداء على حكم الاستعمال مما تصدق به في حياته ولهذا قال: "إنّا لا نُورَّثُ ما تركناه صدقةٌ" (١).

وأما ما كان ينبذ له فإنما نساؤه كن ينبذن له ما صار في ملكهن ويدهن تمليكا وتحويلا منه لهن، وقد صح أنه لم يكن يدخر شيئًا لغد، فإن احتبس عنده شيء فلا على نية الغد. وقيل: لا يدخر ملكا بل يدخر تمليكا.

وقيل: لم يكن يدخره على أمل البقاء إلى غدٍ.

فصل "في مراتب نبينا - صلى الله عليه وسلم - في النبوة"

قال الحليمي (٢) رحمه الله: فمنها أنه كان - صلى الله عليه وسلم - رسولًا إلى الثقلين أما الإنس فإن الله عز وجلّ قال: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} (٣).

وأمره أن يقول: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} (٤).

وأما الجن فإن الله عز وجلّ يقول: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا} إلى قوله {وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} (٥).


(١) حديث صحيح أخرجه البخاري في فرض الخمس (٤/ ٤٢) وفي فضائل الصحابة (٤/ ٢١٠) وفي المغازي (٥/ ٨٢) وفي الفرائض (٨/ ٣، ٥).
ومسلم في الجهاد (ص ١٣٧٩ - ١٣٨١ رقم ٥١، ٥٢، ٥٤) عن عائشة.
وأخرجه البخاري في المغازي (٥/ ٢٣) وفي النفقات (٦/ ١٩٠) وفي الفرائض (٨/ ٤) وفي الاعتصام (٨/ ١٤٦).
ومسلم في الجهاد (ص ١٣٧٧ - ١٣٧٩ رقم ٤٩) عن عمر بن الخطاب وأخرجه غيرهما.
وأخرجه المؤلف في "الدلائل" (٧/ ٢٧٩ - ٢٨٠) عن عائشة.
(٢) "المنهاج" (٢/ ٨٠).
(٣) سورة الأعراف (٧/ ١٥٨).
(٤) سورة الأنعام (٦/ ١٩).
(٥) سورة الأحقاف (٤٦/ ٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>