للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

" الشرب باليد إذا ورد على نهر أو غدير وما ورد في جواز الكراع فيه"

[٥٦٢٨] أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا أحمد ابن منصور، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ليث، عن رجل، عن ابن عمر


= بيان التداوي من ضرر الذباب، وصوّب الحافظ كلامه وقال: "إلا أنه لا يمنع أن يستنبط منه حكم أخر، فإن الأمر بغمسه يتناول صورا؛ منها: أن يغمسه محترزا عن موته كما هو المدعى هنا، وأن لا يحترز بل يغمسه سواء مات أو لم يمت، ويتناول ما لو كان الطعام حارا، فإن الغالب أنه في هذه الصورة يموت، بخلاف الطعام البارد، فلما لم يقع التقييد حمل على العموم، لكن فيه نظر".
وقال الخطابي في "معالم السنن" (٤/ ٤٥٩): وقد تكلم في هذا الحديث بعض من لا خلاق له، وقال: كيف يكون هذا؟ وكيف يجتمع الداء والشفاء في جناحي الذبابة؟ وكيف تعلم ذلك من نفسها حتى تقدم جناح الداء وتؤخر جناح الشفاء؟ وما أربها في ذلك؟ قلت (قال الخطابي): وهذا سؤال جاهل أو متجاهل، وأن الذي يجد نفسه ونفوس عامة الحيوان قد جمع فيها بين الحرارة والبرودة، والرطوبة واليبوسة، وهي أشياء متضادة، إذا تلاقت تفاسدت، ثم يرى أنّ الله سبحانه قد ألف بينها، وقهرها على الاجتماع، وجعل منها قوى الحيوان التي بها بقاؤها وصلاحها، لجدير أن لا ينكر اجتماع الداء والشفاء في جزأين من حيوان واحد، وأن الّذي ألهم النحلة أن تتخذ البيت العجيب الصّنعة- وأن تعسل فيه، وألهم الذرة أن تكتسب قوتها وتدخره لأوان حاجتها إليه، هو الذي خلق الذبابة وجعل لها الهداية إلى أن تقدم جناحًا وتؤخر جناحًا.
وقال ابن الجوزي معقبًا: وما نقل عن هذا القائل ليس بعجيب، فإن النحلة تعسل من أعلاها وتلقي الشم من أسفلها، والحية القاتل سقها تدخل لحومها في الترياق الذي يعالج به السّم، والذبابة تسحق مع الإثمد لجلاء البصر، وذكر بعض حذاق الأطباء أن في الذبابة قوة سمّية، يدل عليها الورم والحكة العارضة عن لسعه، وهي بمنزلة السلاح له، فإذا سقط الذباب فيما يؤذيه تلقاه بسلاحه، فأمر الشارع أن يقابل تلك السمية بما أودعه الله تعالى في الجناح الآخر. الشفاء، فتتقابل المادتان فيزول الضرر بإذن الله تعالى. واستدل بقوله "ولينزعه" على أنها تنجس بالموت كما هو أصح القولين للشافعي، والقول الآخر كقول أبي حنيفة أنها لا تنجس والله أعلم.
راجع فتح الباريا (١٠/ ٢٥١ - ٢٥٢) وانظر ما كتبه العلامة أحمد محمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "مسند أحمد" (١٢/ ١٢٣، ١٢٩ رقم ٧١٤١).

[٥٦٢٨] إسناده: ضعيف.
• ليث، هو ابن أبي سليم ضعيف، تقدم.
والحديث في "مصنف عبد الرزاق" (١٠/ ٤٢٨ رقم ١٩٥٩٦) وفيه (أنقى وأنظف من يديه إذا غسلهما". =

<<  <  ج: ص:  >  >>