للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والغريب أن الحافظ لم يشر إلى عدّ الحليمي تقسيمه الشعب إلى سبعة وسبعين بابا وهو يكثر من النقل من قوله في شرحه (١).

شعب الإيمان: اعتمد البيهقي على "المنهاج" في تأليف "الجامع" واتبع خطوات الحليمي وسار على منهجه فرتب كتابه على نفس الأبواب ونفس الشعب، إلا أن الحليمي سار على طريقة المتكلمين في الاستدلال بالدلائل العقلية والبراهن المنطقية، وسرد الأحاديث بدون الأسانيد، والبيهقي نهج منهج المحدثين فاستدل على أقواله بالأحاديث النبوية وساقها بأسانيدها، وهو يشير إلى مخرجها من الصحيح، ويوضح إن كان هناك ضعف أو علة في السند.

ولم يقتصر على الأحاديث المرفوعة بل سرد أقوال الصحابة والتابعين، كل ذلك بأسانيده إليهم، كما أورد بأسانيده أيضا كلام المتصوفة، وأكثر منه في بعض الأبواب، وفيه حكاية غريبة وأقوال شاذة ما كان يجدر بالبيهقي الإمام المحدث أن يلتفت إليها.

وقد حظي كتاب شعب الإيمان بعناية وتقدير العلماء، واعتمد عليه المتأخرون في تأليف مجموعات السنن النبوية كالتبريزي في "مشكاة المصابيح" والسيوطي في "الجامع الصغير" و "الجامع الكبير"، والمتقي الهندي في "كنز العمال"، ولكن لم تفز هذه الموسوعة الحديثية باهتمام الناشرين ولم تطبع ولعل ذلك كان لعدم وجود نسخ كاملة صحيحة ولتشابك الموضوعات التي يتناولها الكتاب إلا ما كان من محاولة الحافظ عزيز بيك صاحب المطبعة العزيزية فإنه قام بإصدار الجزء الأول منه بالتصحيح والتعليق عليه ثم توقف عن إصدار الأجزاء التالية، والجزء الذي أصدره فيه أخطاء كثيرة بعضها من الأصل الذي اعتمد عليه وبعضها منه.

هذا وقد قام بعض العلماء باختصار كتاب البيهقي وقد ذكر بروكلمان في "تاريخه" (٢) مختصرا لعمر بن علي المعروف بابن الملقن وهو سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد المصري (٧٢٣ - ٨٠٤ هـ).


(١) انظر مثلا "فتح الباري" (١/ ٧٥، ١٣/ ٣٦٦ - ٣٧٤).
(٢) "تاريخ الأدب العربي" (٦/ ٢٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>