للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[(د) ومن أسامي صفات الذات ما يرجع إلى السمع]

[٢٣] وهو "السميع".

[(هـ) ومنها ما يرجع إلى البصر]

[٢٤] وهو "البصير"

[(و) ومنها ما يرجع إلى الحياة]

[٢٥] وهو "الحي".


[٢٣] "السميع" جاء ضمن أسماء الله عز وجل فى القرآن ٤٦ مرة. قال الحليمي في معناه: إنه المدرك للأصوات التي يدركها المخلوقون باذانهم من غير أن يكون له أذن، وذلك راجع إلى أن الأصوات لا تخفى عليه. وان كان غير موصوف بالحس المركب في الأذن، لا كالأصم من الناس، و لم تكن له هذه الحاسة، لم يكن أهلا لإدراك الأصوات. وقال الخطابي: و السميع، بمعنى السامع إلا أنه أبلغ في الصفة، وبناء فعيل بناء المبالغة، وهو الذي يسمع السر والنجوى، سواء عنده الجهر والخفوت، والنطق والسكوت. قال: وقد يكون السماع بمعنى الإجابة والقبول كقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم إني أعوذ بك من دعاء لا يسمع" أي من دعاء لا يستجاب ومن هذا قول المصلي: سمع الله لمن حمده، ومعناه: قبل الله حمد من حمده. "شأن الدعاء" (٥٩). وراجع "الأسماء والصفات" (٦٢) و "المنهاج" (١/ ١٩٩). وفي "الاعتقاد" (٢٢): السمع له صفة قائمة بذاته.

[٢٤] "البصير" ورد في القرآن لله تعالى في ٤٢ موضعا. وقال الحليمي: معناه المدرك للأشخاص والأبدان التي يدركها المخلوقون بابصارهم من غير أن يكون له جارحة العين، وذلك راجع إلى أن ما ذكرناه لا يخفى عليه، وان كان غير موصوف بالحس المركب في العين، لا كالأعمى الذي لما لم تكن له هذه الحاسة، لم يكن أهلا لإدراك شخص ولا لون. وقال الخطابي: "البصير" هو المبصر، ويقال: العالم بخفيات الأمور. "شأن الدعاء" (٦٠ - ٦١) راجع "الأسماء والصفات" (٦٣) وانظر "المنهاج" (١/ ١٩٩). وهى صفة قائمة بذاته. "الاعتقاد" (٢٢).

[٢٥] "الحي" ورد في القرآن في صفة الله جل ئناؤه خمس مرات. قال الحليمي: وإنما يقال ذلك لأن الفعل على سبيل الاختيار لا يوجد إلا من حي. وأفعال الله جل ثناؤه كلها صادرة عنه باختياره، فإذا أثبتناها له، فقد أثبتنا أنه حي. (المنهاج ١/ ١٩١). قال أبو سليمان الخطابي: "الحي" في صفة الله سبحانه وتعالى: هو الذي لم يزل موجودا، وبالحياة موصوفا، لم تحدث له =

<<  <  ج: ص:  >  >>