للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢١] "الكريم" وهو المريد لتكثير الخيرات عند المحتاج. ومنها:

[٢٢] "البر" وهو المريد لإعزاز أهل الولاية.


[٢١] "الكريم" ورد في القرآن في صفة الله تعالى مرتين: في سورة النمل (٢٧/ ٤٠) وسورة الانفطار (٨٢/ ٦). وجاء في الأصل "الكبير" وهو خطأ. "فالكريم" معناه- كما قال الحليمي-: النفاع، من قولهم "شاة كريمة" إذا كانت غزيرة اللبن. تدر على الحالب، ولا تقلص باخلافها، ولا تحبس لبنها. ولا شك في كثرة المنافع التي من الله بها على عباده ابتداء منه وتفضلا فهو باسم "الكريم" أحق من كل كريم. (المنهاج ١/ ٢٠١). وقال أبوسليمان الخطابي: من كرم الله سبحانه وتعالى أنه يبتدئ بالنعمة من غير استحقاق، ويتبرع بالإحسان من غير أستثابة، ويغفر الذنوب، ويعفو عن المسئ؛ ويقول الداعي فى دعائه: يا كريم العفو!. وقيل: إن من كريم عفوه أن العبد إذا تاب عن السيئة، محاها عنه، وكتب له مكانها حسنة. "شأن الدعاء" (٧١). وانظر "الأسماء والصفات" (٧٣ - ٧٤). ومنه "الاكرم" و قال الله تبارك وتعالى: {وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ} (العلق: ٩٦/ ٣). وجاء في خبر الأسامي. وقال الخطابي: هو أكرم الأكرمين، لا يوازيه كريم ولا يعادله فيه نظير. وقد يكون الاكرم بمعنى الكريم، كما جاء "الأعز" بمعنى العزيز. (الأسماء والصفات: ٧٥). وقال المؤلف في "الاعتقاد" (٢٤): هو المنزه عن الدناءة، وهذه صفة يستحقها بذاته. وقيل: "الكريم ": الكثير الخير. وقيل: المحسن بما لا يجب عليه، والصفوح عن حق وجب له. وهو على هذا المعنى من صفات فعله. وقال الراغب، الكرم إذا وصف الله تعالى به فهو اسم لإحسانه وإنعامه المتظاهر وإذا وصف به الإنسان فهو اسم لأخلاقه، والأفعال المحمودة التي تظهر منه، ولا يقال هو كريم حتى يظهر ذلك منه. راجع "مفردات القرآن" (٤٤٦).

[٢٢] "البر". ورد في القرآن كاسم لله تعالى مرة في سورة الطور (٥٢/ ٢٨). قال الحليمي: ومعناه الرفيق بعباده يريد بهم اليسر، ولا يريد بهم العسر ويعفو عن كثير من سيئاتهم، ولا يؤاخذهم بجميع جناياتهم، وبِحزيهم بالحسنة عشر أمثالها، ولا يجزيهم بالسيئة إلا مثلها، ويكتب لهم الهم بالحسنة، ولا يكتب عليهم الهم بالسيئة. والولد البر بابيه هو الرفيق به، المتحري لمحابه، المتوقي لمكارهه. وقال الخطابي: البر هو العطوف على عباده، المحسن إليهم، عم بره جميع خلقه، فلم يبخل عليهم برزقه، وهو البر باوليائه، إذ خصهم بولايته واصطفاهم لعبادته، وهو البر بالمحسن في مضاعفة الثواب له: والبر بالمسئ في الصفح والتجاوز عنه. (شأن الدعاء ٨٩ - ٩٠) وقال الحليمي: وقد قيل إن البر في صفات الله تعالى هو الصادق من قولهم:"بر في يمينه، وأبرها إذا صدق فيها أو صدقها،. راجع "الأسماء والصفات" (٩١ - ٩٣) و"المنهاج" (١/ ٢٠٤). وكلام الحليمي الأخير ذكره المؤلف في "الأسماء والصفات" وهو غير موجود في "المنهاج" المطبوع الموجود بين أيدينا. وقال المؤلف في "الاعتقاد": هو المحسن إلى خلقه، عمهم برزقه، وخص من شاء منهم بولايته ومضاعفة الثواب له على طاعته، والتجاوز عن معصيته (ص ٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>