للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١٨] "الرءوف" وهو المريد للتخفيف عن العبادة. ومنها:

[١٩] "الصبور" وهو المريد لتاخير العقوبة. ومنها:

[٢٠] "الحليم" وهو المريد لإسقاط العقوبة على المعصية. ومنها:


[١٨] "الرءوف" وصف الله به نفسه في كتابه ١٠ مرات. قال الحليمي في معناه: المتساهل على عباده لأنه لم يحملهم- يعني من العبادات- ما لا يطيقون يعني بزمانة أو علة أو ضعف، بل حملهم أقل مما يطيقونه بدرجات كثيرة، ومع ذلك غلظ فرائضه في حال شدة القوة، وخففها في حال الضعف ونقصان القوة، وأخذ المقيم بما لم ياخذ به المسافر، والصحيح بما لم ياخذ به المريض، وهذا كله رأفة ورحمة. المنهاج (١/ ٢٠١). وقال الخطابي: وقد تكون الرحمة في الكراهة للمصلحة، ولا تكاد الرأفة تكون في الكراهة. فهذا موضع الفرق بينهما."شأن الدعاء" (٩١). راجع "الأسماء والصفات" (٧٧ - ٧٨). وقال المؤلف في "الاعتقاد": الرءوف هو الرحيم. والرأفة شدة الرحمة. ورحمة الله إرادته إنعام من شاء من عباده، فيرجع معناه إلى صفة الإرادة، ثم قد تسمى تلك النعمة رحمة. (٢٧).

[١٩] "الصبور" لم يرد في الكتاب وجاء في خبر الأسامي. ومعناه: الذي لا يعاجل بالعقوبة، وهذه صفة ربنا جل ثناؤه لأنه يملي ويمهل، وينظر ولا يعجل قاله الحليمي في "المنهاج" (١/ ٢٠١). وانظر "الأسماء والصفات" (٧٥). وقال الخطابي: هو الذي لا يعاجل العصاة بالانتقام منهم. بل يؤخر ذلك إلى أجل مسمى، ويمهلهم بوقت معلوم فمعنى الصبور في صفة الله قريب من معنى "الحليم" إلا أن الفرق بين الأمرين أنهم لا يأمنون العقوبة في صفة "الصبور" كما يسلمون منها في صفة الحليم. والله أعلم. "شأن الدعاء" (٩٧ - ٩٨). وفي "الاعتقاد" (٢٨): هو قريب من معنى "الحليم" وصفة الحليم أبلغ في السلامة من عقوبته.

[٢٠] "الحليم" ورد في القرآن ١١ مرة في صفة الله تعالى. وقال الحليمي في تفسيره: إنه الذي لا يحبس إنعامه وافضاله عن عباده لأجل ذنوبهم، ولكنه يرزق العاصي، كما يرزق المطيع، ويبقه وهو منهمك في معاصيه، كما يبقي البر التقي، وقد يقيه الافات والبلايا، وهو غافل لا يذكره فضلا عن أن يدعوه، كما يقيها الناسك الذي يساله، وربما شغلته العبادة عن المسألة. (المنهاج ١/ ٢٠٠ - ٢٠١). وقال الخطابي: هو ذو الصفح والأناة الذي لا يستفزه غضب، ولا يستخفه جهل جاهل، ولا عصيان عاص، ولا يستحق الصفح مع العجز اسم الحليم. إنما الحليم هو الصفوح مع القدرة، المتأني الذي لا يعجل بالعقوبة. "شأن الدعاء" (٦٣). وراجع "الأسماء والصفات" (٧٢ - ٧٣). وقال المؤلف في "الاعتقاد": هو الذي يؤخر العقوبة عن مستحقيها ثم قد يعفوعنهم. (ص ٢٣). وفي (ن) والمطبوعة زيادة "في الأصل" بعد "العقوبة".

<<  <  ج: ص:  >  >>