للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١٥] "الغفار" وهو المريد لإزالة العقوبة بعد الاستحقاق. ومنها:

[١٦] "الودود" وهو المريد للإحسان إلى أهل الولاية. ومنها:

[١٧] "العفو" وهو المريد لتسهيل الأمور على أهل المعرفة. ومنها:


[١٥] "الغفار" ورد في صفة الله عز اسمه في القرآن خمس مرات. وذكر الحليمي في معناه: أنه المبالغ في الستر، فلا يشهر الذنب لا في الدنيا ولا في الآخرة. "المنهاج" (١/ ٢٠١)، "الأسماء والصفات" (٧٦). وجاء {غَافِرِ الذَّنْبِ} مرة واحدة في سورة المؤمن (٤٠/ ٣) و "الغفور" ٩١ مرة. ومعناه: هو الذي يكثر منه الستر على المذنبين من عباده ويزيد عفوه على مؤاخذته. راجع "المنهاج" (١/ ٢٠١) و "الأسماء والصفات" (٧٦ - ٧٧). وقال الخطايي: "الغفار" هو الذي يغفر ذنوب عباده مرة بعد أخرى. كلما تكررت التوبة من الذنب من العبد، تكررت المغفرة كقوله سبحانه: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} (طه ٢٠/ ٨٢)، وأصل المغفر في اللغة: الستر والتغطية، ومنه قيل لجنة الرأس: المغفر. فالغفار: الستار لذنوب عباده، والمسدل عليهم ثوب عطفه ورأفته ومعنى الستر فى هذا أنه لا يكشف أمر العبد لخلقه ولا يهتك ستره للعقوبة التي تشهره في عيونهم. (شأن الدعاء ٥٢). وقال الراغب في "مفردات القرآن" (٣٧٤): الغفران والمغفرة من الله هو أن يصون العبد من أن يمسه العذاب.

[١٦] "الودود" وصف الله تعالى به نفسه في كتابه في موضعين: سورة هود (١١/ ٩٠) وسورة البروج (٨٥/ ١٤). قيل في معناه: هو الواد لأهل طاعته، أي الراضي عنهم باعمالهم، والمحسن إليهم لأجلها، والمادح لهم بها. وقال الخطابي: وقد يكون معناه أن يوددهم إلى خلقه. وقال الحليمي: وقد قيل هو المودود لكثرة إحسانه، أي المستحق لأن يود، فيعبد ويحمد. وقاو الخطابي: فهو فعول في محل مفعول كما قيل: "رجل هيوب" بمعنى مهيب، و "فرس ركوب" بمعنى مركوب. والله سبحانه مودود في قلوب أوليائه لما يتعرفونه من إحسانه إليهم وكثرة عوائده عندهم. شأن الدعاء (٧٤). وراجع "الأسماء والصفات" (١٥١) و "المنهاج" (١/ ٢٠٦).

[١٧] "العفو" وجاء ٥ مرات في صفة الله تعالى في القرآن. وقال الحليمي في معناه: إنه الواضع عن عباده تبعات خطاياهم وأثامهم فلا يستوفيها منهم، وذلك أنهم إذا تابوا واستغفروا، أو تركوا لوجهه أعظم مما فعلوا، فيكفر عنهم ما فعلوا با تركوا، أو بشفاعة من يشفع لهم، أو يجعل ذلك كرامة لذي حرمة لهم به وجزاء. وقال الخطابي: العفو: وزنه فعول من العفو، وهو بناء المبالغة. والعفو: الصفح عن الذنب، وترك مجازاة المسيء. وقيل: إن العفو ماخوذ من "عفت الريح الأثر": إذا درسته فكأن العافي عن الذنب يمحوه بصفحه عنه. و "شأن الدعاء" (٩٠ - ٩١). وراجع "الأسماء والصفات" (٧٥) و "المنهاج" (١/ ٢٠١). وقال المؤلف في "الاعتقاد" (٢٧): العفو من العفو على المبالغة، ثم قد يكون بمعنى المحو فيرجع معناه إلى الصفح عن الذنب. وقد يكون بمعنى المفضل فيعطي الجزيل من الفضل.

<<  <  ج: ص:  >  >>