للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وروينا (١) عن ابن أبي أوفى أن أباه أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصدقته فقال: اللهم صل على آل أبي أوفى.

فصل "في معنى الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - والسلام والباركة والرحمة"

قال الحليمي رحمه الله (٢) أما الصلاة باللسان فهي التعظيم.

وقيل: الصلاة المعهودة صلاة لا فيها من حني (٣) الصلا وهو وسط الظهر لأن انحناء الصغير للكبير إذا رآه تعظيما منه له في العادات، ثم سموا قراءته (٤) أيضًا صلاة إذ كان الراد من عامة ما في الصلاة من قيام وقعود وغيرهما تعظيم (٥) الرب تعالى. ثم توسعوا، وسموا كل دعاء صلاة إذ كان الدعاء تعظيما للمدعو بالرغبة إليه، والتباؤس (٦) له تعظيما للمدعو له بابتغاء ما ينبغي له من فضل الله تعالى وجميل نظره.

وقيل: "الصلوات لله" (٧) أي الأذكار التي يراد بها تعظيم المذكور والاعتراف بجلال القدر وعلو الرتبة كلها لله عز وجلّ أي هو مستحقها لا تليق بأحد سواه.

فإذا قلنا اللهم صل على محمد فإنما نريد به اللهم عظم محمدًا في الدنيا بإعلاء ذكره،


(١) أخرجه المؤلف في "سننه" (٢/ ١٥٢، ٧/ ٥).
وأخرجه البخاري في الدعوات (٧/ ١٥٧) ومسلم في الزكاة (١/ ٧٥٦ رقم ١٧٦) وأبو داود (٢/ ٢٤٦ رقم ١٥٩٠) والنسائي (٥/ ٣١) وابن ماجه (١/ ٥٧٢ رقم ١٧٩٦) وابن أبي شيبة في
"المصنف" (٩/ ٥١٢) وأحمد في "مسنده" (٤/ ٣٥٣، ٣٥٥، ٣٨١، ٣٨٣).
(٢) راجع "المنهاج" (٢/ ١٣٣ - ١٣٤).
(٣) في الأصل "لما فيها حتى الصلا" وفي (ن) "الصلاة" وهو خطأ. راجع "اللسان" (صلى).
(٤) يبدو في الأصل و (ن) "قراينه".
(٥) في الأصل و (ن) "من تعظيم الرب " وصححته من "المنهاج".
(٦) التباؤس من البؤس وهو الخضوع والفقر، وفي الحديث: "كان يكره البؤس والتباؤس"- يعني عند الناس، ويجوز التبؤس- بالقصر والتشديد. راجع "النهاية" (١/ ٨٩).
(٧) في التشهد: "التحيات الطيبات الصلوات لله" (مسند الإمام أحمد ٤/ ٤٠٩) وانظر هذا الشرح في "اللسان" (صلى).

<<  <  ج: ص:  >  >>