للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذا الكتاب القيم النافع الفريد في بابه لم ير النور ولم يتزين بزينة الطباعة، ومُني أخيرا بمحقق أصدر طبعة (١) مشوهة محرفة، فلا نجد صفحة إلا وفيها أخطاء كثيرة من النوع الذي يدل على عدم معرفة المحقق بمبادئ علم الكلام وعلم الحديث، بل وقلة اطلاعه باللغة العربية وقواعدها.

ليس هذا فحسب بل جاء الكتاب في تحقيقه في عشرة أبواب فقط ينقص منه البابان الأخيران. وكان الباب الأخير هاما جدًّا لأنه يتضمن الكلام حول الحديث الذي يشير إلى شعب الإيمان ووجوه ترجيح رواية "بضع وسبعين" (٢).

وقد بين الحليمي وجه تفسير "بضع" بسبع. وهو قول إمام اللغة والنحو خليل (٣) ابن أحمد. وقد أشار إلى أن بعض من ألف في شعب الإيمان خرجها في تسعة وسبعين بابا (٤).

وذكرها الحافظ ابن حجر في شرح البخاري فجعلها تسعا وستين خصلة وقال: لم يتفق من عدّ الشعب على نمط واحد، وأقربها إلى الصواب طريقة ابن حبان ولكن لم نقف على بيانها من كلامه، وقد لخصت مما أوردوه ما أذكره …

ثم ذكرها وقال: فهذه تسع وستون خصلة، ويمكن عدّها تسعا وسبعين خصلة باعتبار إفراد ما ضم بعضه إلى بعض مما ذكر (٥).


(١) نشرته دار الفكر ببيروت سنة ١٣٩٩ هـ ١٩٧٩ م بتحقيق الأستاذ حلمي محمد فودة.
(٢) أشار إلى ذلك الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (١/ ٥٢).
(٣) راجع ترجمته في "طبقات النحويين" للزبيدي (٤٧ - ٥١)، "معجم الأدباء لياقوت" (١١/ ٧٢ - ٧٧)، "إنباه الرواة" (١/ ٣٤١ - ٣٤٧)، "وفيات الأعيان" (٢/ ٢٤٤ - ٢٤٨)، "السير" (٧/ ٤٢٩ - ٤٣١).
انظر مصادر أخرى لترجمته فيه.
وانظر تفسيره في "فتح الباري" (١/ ٥١)، وراجع اللسان (بضع).
(٤) "المنهاج" (١/ ٦).
(٥) راجع "فتح الباري" (١/ ٥٢، ٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>