للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يوسف وعبد الصمد بن عبد الله الدمشقيان، قالا حدثنا هشام بن عمار، حدثنا عمرو بن واقد أبو حفص القرشي، حدثني يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أبي إدريس الخولاني، عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهُم من آمن بي، وصَدَّقني، وشهِدَ أنّ ما جئتُ به الحقُّ من عندك، فأقِلَّ مالَه وولَده، وعَجِّلْ قبضه، اللّهُمّ ومَنْ لم يُؤمن بي، ولم يُصدّقني، ولم يعلم أنّ ما جئتُ به الحقُّ من عندك فاكثِرْ مالَه وولَده وأطِل عمره".

تفرد بإسناده هذا عمرو بن واقد.

وروي مثل هذا عن عمرو بن غيلان الثقفي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإن صح شيء من هذه الأحاديث، فإنما هو لزهادته - صلى الله عليه وسلم - في الدنيا، واختياره الآخرة على الأولى؟ لعلمه بمصائب الدنيا فلم يرضها لنفسه، ولا لمن يحبه من أمته.

أعاذنا الله من فتنة الدنيا وعذاب الآخرة برحمته

[١٤٠٢] أخبرنا أبو نصر بن قتادة، حدثنا الإمام أبو سهل محمد بن سليمان إملاء، حدثني أبو العباس محمد بن إسحاق السراج، حدثنا قتيبة بن سعيد أبو رجاء الثقفي، حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي، عن ثابت، عن أنس بن مالك:

أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان لا يدخر شيئًا لغد.

قال أبو نصر: قال الإمام أبو سهل رحمه الله: فإن قال قائل كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يرجع إلى ملبس ومفرش، وكان يعد للجمع ما يعده، وكان له الدرع والسيف والقوس والفرس والبغل و الحمار، وكان ينبذ له بالعشي فيشربه بالغداة، وكان ينبذ له بالغداة فيشربه بالعشي، وكان يحبس لنسائه قوت سنة مما أفاء الله عز وجلّ عليه، وكل هذا ادخار فكيف يسلم على هذه الأخبار هذا الخبر المأثور؟

قال الأستاذ أبو سهل رحمه الله: الرواية صحيحة وعلى حكم الدراية مستقيمة، والتنافي عن هذه الرواية منصرف، ووجه ذلك أنه كان يعامل فيما بينه وبين مولاه على


[١٤٠٢] إسناده: جيد، رجاله ثقات.
وقد مرّ قريبا برقم (١٣٩١) فراجع تخريجه هناك.

<<  <  ج: ص:  >  >>