للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد قيل: إن معناه أنه (١) الملك السالب الممكن المانع، النافع.

وقد قيل: إن معناه أنه يولي (٢) ويعزل ولا يتوجه عليه العزل والسلب.

وقد قيل (٣): إن معناه أنه المتفرد بالعز والسلطان لا يشاركه أحد في معناه.

[٣] "القدوس" وله معان: أحدها أنه البريء عن المعايب "الشركاء والأنداد والأضداد.

ومنها: أن له الكمال في كل وصف يختص به.

ومنها: أن تطهير غيره من العيوب إليه.

ومنها: أن الأوهام لا تدركه بالتحديد والأبصار لا تدركه بالتصوير.


= والمصدر من الملك: الملك. مضمومة الميم. ومن المالك: الملك، مكسورتها. وقد يسمى بعض المخلوقين ملكاً إذا اتسع ملكه إلا أن الذي يستحق هذا الاسم هو الله- جل وعز- لأنه مالك الملك، وليس ذلك لأحد غيره، يؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء بيده الخير، وهو على على شيء قدير. راجع "شأن الدعاء" (٣٩ - ٤٠).
(١) زيادة من الأصل.
(٢) في المطبوعة "يؤتي".
(٣) في (ن) والمطبوعة "وقيل معناه".

[٣] "القدوس" ورد مرتين في القرآن: في سورة الحشر (٥٩/ ٢٣)، وسورة الجمعة (٦٢/ ١). قال الحليمي: ومعناه الممدوح بالفضائل والمحاسن. فالتقديس مضمن في صريح التسبيح، والتسبيح مضمن في صريح التقديس، لأن نفي المذام إثبات للمدائح كقولنا: لا شريك له، ولا شبيه له إثبات أنه واحد أحد، وكقولنا: لا يعجزه شيء إثبات أنه قادر قوي، وكقولنا: إنه لا يظلم أحدَا إثبات أنه عدل في حكمه. وإثبات المدائح له نفي للمذام عنه كقولنا: إنه عالم، نفي للجهل عنه، وكقولنا: إنه قادر، نفي للعجز عنه، إلا أن قولنا: هو كذا ظاهره التقديس، وقولنا: ليس بكذا، ظاهره التسبيح. ثم التسبيح موجود في ضمن التقديس، والتقديس موجود في ضمن التسبيح، وقد جمع الله تعالى بينهما في سورة الإخلاص فقال- عز اسمه: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ٠ اللَّهُ الصَّمَدُ} فهذا تقديس، ثم قال: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}. فهذا تسبيح. والأمران راجعان الى إفراده وتوحيده، ونفي الشريك والشبيه عنه. "المنهاج" (١/ ١٩٨) وراجع "الأسماء والصفات" (٥٥ - ٥٦). وقال في "الاعتقاد" في معنى "القدوس": هو الطاهر من العيوب، المنزه عن الأولاد. وهذه صفة يستحقها بذاته (ص ٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>