للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"لو أَنكم تتوكلون على الله حق توكُّله لرَزَقكم كما يرزُقُ الطيرَ تَغْدُو خماصًا وتروح بطانًا".

أخبرنا أبو طاهر الفقيه، حدثنا علي بن حمشاذ، حدثنا الحارث بن أبي أسامة، حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ فذكره بمثل إسناد العلوي غير أنه قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّكم لو توكَّلون على الله حق توكّله لرزقكم كما يرزُق الطيَر تغدُو خِماصًا، وتروحُ بِطانًا".

قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى (١): وليس في هذا الحديث دلالة على القعود عن الكسب بل فيه ما يدل على طلب الرزق؟ لأن الطير إذا غدت فإنما تغدو لطلب الرزق وإنما أراد- والله تعالى أعلم- لو توكلوا على الله تعالى في ذهابهم ومجيئهم وتصرفهم ورأوا أن الخير بيده ومن عنده لم ينصرفوا إلا سالمين غانمين كالطير تغدو خماصًا، وتروح بطانًا لكنهم يعتمدون على قوتهم وجلدهم ويغشون ويكذبون، ولا ينصحون وهذا خلاف التوكل.

[١١٤٠] حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن


= وأخرجه أحمد في "مسنده" (١/ ٣٠) وفي الزهد (١٨) وأبو يعلى في "مسنده" (١/ ٢١٢ رقم ٢٤٧) وعنه ابن حبان في "صحيحه" (٢٥٤٨ - موارد) وابن أبي الدنيا في "التوكل" (٥ رقم ٢) والحاكم في "المستدرك" (٤/ ٣١٨) من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد عن حيوة به.
وأخرجه ابن ماجه في الزهد (٢/ ١٣٩٤ رقم ٤١٦٤) وأحمد في "مسنده" (١/ ٥٢) من طريق ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة به.
وهو عند المؤلف في "الآداب" (ص ٤٨١ رقم ١٠٨٩) بنفس الإسناد.
وراجع "الصحيحة " للألباني (٣١٠).
وروي من حديث نافع عن عبد الله بن عمر.
ذكره أبو نعيم في "ذكر أخبار أصبهان" (٢/ ٢٩٧) وابن أبي حاتم في "علل الحديث " (٢/ ١١٢)
وقال أبو حاتم: باطل.
(١) وقارن ذلك بما قاله الحليمي في "المنهاج" (٢/ ٩).

[١١٤٠] إسناده: رجاله موثقون.
• أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج، القرشي، النيسابوري (م ٤١٨ هـ) كان من جلة العلماء وكبار الفقهاء. روى عن الأصم وجماعة. راجع "شذرات الذهب" (٣/ ٢١٠).
والأثر أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (٤/ ٢٢٩) عن أبي كريب، ونسبه السيوطي في "الدر المنثور" (٢/ ٤٢٥) إلى عبد بن حميد، وابن المنذر وابن أبي حاتم أيضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>