للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} (١).

وقال: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} (٢) الآية.

وقال: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} (٣).

فإذا نزلوا هذه المنزلة استحقوا على جماعة المسلمين أن يحبوهم، ويتقربوا إلى الله عز وجلّ بمحبتهم؛ لأن الله تعالى إذا رضي عن أحد أحبه، وواجب على العبد أن يحب من يحبه مولاه.

وروينا عن عمر بن الخطاب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "أكرموا أصحابي" (٤).


(١) سورة الفتح (٤٨/ ١٨).
(٢) سورة التوبة (٩/ ١٠٠).
(٣) سورة الأنفال (٨/ ٧٤).
(٤) أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (١١/ ٣٤١) عن معمر عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الله بن الزبير أن عمر بن الخطاب قام بالجابية خطيبا فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام فينا مقامي فيكم فقال: "أكرموا أصحابي فإنهم خياركم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يظهر الكذب حتى يحلف الإنسان على اليمين لا يسألها، وشهد على الشهادة لا يُسألها. فمن سرّه بحبوحة الجنة فعليه بالجماعة، فإن الشيطان مع الفذ، وهو من الاثنين أبعد. ولا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهم، ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن".
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (٤/ ١١٥) من طريق عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن عمر. وقال أبو حاتم: الصواب عبد الله بن دينار عن الزهري أن عمر … راجع "العلل" لابن أبي حاتم (٢/ ٣٥٥).
وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (ص ٧) والطبراني في "الصغير" (١/ ٨٩) والخطيب في "تاريخه" (٢/ ١٨٧، ٤/ ٣١٩، ٦/ ٥٧) من طريق جابر بن سمرة عن عمر.
وأخرجه الحميدي في "مسنده" (١/ ٢٠) والبغوي في شرح السنة" (٩/ ٢٧) والشافعي في "الرسالة" (٤٧٣ - ٤٧٤ رقم ١٣١٥) من حديث سليمان بن يسار عن عمر بن الخطاب به.
وسليمان لم يدرك عمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>