للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فحق علينا إذا أن نحبه ونجله، ونعظمه ونهيبه أكثر من إجلال كل عبد سيده، وكل ولد والده. وبمثل هذا نطق الكتاب ووردت أوامر الله جل ثناؤه قال الله عز وجلّ: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (١).

فأخبر أن الفلاح إنما يكون لمن جمع إلى الإيمان به تعزيره ولا خلاف في أن التعزير ها هنا التعظيم وقال: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا. لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ} (٢).

فأبان أن حق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أمته أن يكون معزرا موقرا يتهيب ولا يعامل بالاسترسال والمباسطة كما يعامل الأكفاء بعضهم بعضا. قال الله عز وجلّ: {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا} (٣).

فقيل في معناه: لا تجعلوا دعاءه إياكم كدعاء بعضكم بعضا فتؤخروا إجابته بالأعذار والعلل التي يؤخر بها بعضكم إجابة بعض، ولكن عظموه بسرعة الإجابة ومعاجلة الطاعة، ولم تجعل الصلاة لهم عذرا في التخلف عن الإجابة إذا دعا أحدهم وهو يصلي، إعلاما لهم بان الصلاة إذا لم تكن عذرا يستباح به تأخير الإجابة فما دونها من معاني الأعذار أبعد. وذكر حديث أبي بن كعب رضي الله عنه كما:

[١٤٢٧] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو بكر بن المؤمل بن الحسن بن عيسى،


(١) سورة الأعراف (٧/ ١٥٧).
(٢) سورة الفتح (٤٨/ ٨، ٩).
(٣) سورة النور (٢٤/ ٦٣).

[١٤٢٧] إسناده: رجاله ثقات.
• أبو بكر بن المؤمل بن الحسن بن عيسى اسمه محمد. مرّ.
• عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري، المدني، القاضي (م ١٣٥ هـ). ثقة. من الخامسة (ع).
والحديث أخرجه الحاكم في "المستدرك" (١/ ٥٥٨) بنفس الإسناد، ورجاله ثقات، غير أن محمد بن إسحاق مدلس ولم يصرح بسماعه.
وأخرجه الترمذي في فضائل القرآن (٥/ ١٥٥ رقم ٢٨٧٥) وأحمد (٢/ ٤١٣) والحاكم في "المستدرك" (١/ ٥٥٧) والمؤلف في "سننه" (٢/ ٣٧٦) وفي "كتاب القراءة خلف الإمام" (ص ٥٣ رقم ١٠٥) من طرق عن العلاء بن عدالرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة بنحوه. =

<<  <  ج: ص:  >  >>