للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فذكر قصة قتل بني عامر تلك السرية وهم أصحاب بئر معونة ورجوع ثلاثة منهم إلى المدينة، وأنهم لقوا رجلين من بني سليم جائيين من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: من أنتما؟ فاعتزيا إلى بني عامر. فقال النفر: إنا ثائرون بإخواننا فقتلوهما، فأتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فاخبروه الخبر، فكره النبي - صلى الله عليه وسلم - قتلهما فنزلت هذه الآية يقول لا تقطعوا دونه أمرا ولا تعجلوا به.

وقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ}.

نزلت في ثابت (١) بن قيس بن شماس الأنصاري كان إذا جالس النبي - صلى الله عليه وسلم - يرفع صوته إذا تكلم فلما نزلت هذه الآية انطلق مهموما حزينا، فمكث في بيته أياما مخافة أن يكون قد حبط عمله، وكان سعد بن عبادة جاره فانطلق حتى أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بذلك فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اذْهَبْ فأخبر ثابت بن قيس أنك لم تُعْنَ بهذه الآية ولست من أهل النار، بل أنتَ من أهل الجنّة، فاخرُجْ إلينا فتعاهَدْنا" ففرح ثابت بذلك ثم أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما أبصره النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مرحبًا برجل يزعم آنه من أهل النار، بل غيرُك من أهل النّار، وأنتَ من أهل الجنّة" فكان بعد ذلك إذا جلس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يخفض صوته حتى ما يكاد أن يسمع الذي يليه فنزلت فيه: {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} فقتل يوم اليمامة.


(١) ذكر المؤلف قصته من حديث أنس في "المدخل" (ص ٣٧٨ رقم ٦٥١) وفي "دلائل النبوة" (٦/ ٣٥٤).
وأخرجه البخاري في المناقب (٤/ ١٨٠) وفي التفسير (٦/ ٤٦)، ومسلم في الإيمان (١/ ١١٠ - ١١١ رقم ١٨٧ - ١٨٨) وأحمد في "مسنده" (٣/ ١٣٧) وابن المبارك في "الزهد" (ص ١٢٦ رقم ١٢٢) وأبو يعلى في "مسنده" (٦/ ٧٦ رقم ٣٣٣١، ٦/ ١١٢ رقم ٣٣٨١، ٩/ ١٤٦ رقم ٣٤٢٧) والطحاوي في "مشكل الآثار" (١/ ١٤٢) والطبراني مختصرا في "الكبير" (٢/ ٦٦ رقم ١٣٠٩) والواحدي في "أسباب النزول" (ص ٤٠٧) من طرق عن أنس بن مالك.
وجاء من حديث ثابت بن قيس نفسه.
أخرجه الطبراني في "الكبير" (٢/ ٦٦ - ٦٧ رقم ١٣١٠ - ١٣١٤) وابن حبان (رقم ٢٢٧٠ - موارد) والفسوي في "المعرفة" (١/ ٣٨٤) والطبري في "تفسيره" (٢٦/ ١١٨) والحاكم في "المستدرك" (٣/ ٣٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>